الأمم السابقة كانت أطول أعماراً، وأكبر أجساماً، من هذه الأمة، ويدل لهذا قول الله تعالى عن نوح: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا [العنكبوت: 14]، وعن أبي هريرة أن النبي قال: خلق الله آدم طوله ستون ذراعاً، فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن [1] (٦٠ ذراعاً تعادل ٣٠ مترا تقريباً)، والمعنى: أن كل قرن تكون نشأته في الطول أقصر من أهل القرن الذي قبله، فانتهى تناقص الطول إلى هذه الأمة، فلم يقع من زمن النبي إلى زماننا هذا تفاوت في الخلق بالطول والقصر، بل الناس الآن على ما كانوا عليه في زمن النبي ، طويلهم كطويل ذلك الزمان، وقصيرهم كقصير ذلك الزمان[2]، وقد عوض الله تعالى هذه الأمة عن قصر أعمارها بليلة القدر التي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر.
الحاشية السفلية