لو نظرت إلى كلمة واحدة كتبها كاتب لاستدللت بها على كون الكاتب عالما قادرا سميعا بصيرا، واستفدت منه اليقين بوجود هذه الصفات، وكما تشهد هذه الكلمة شهادة قاطعة بصفات الكاتب، فما من ذرة في السموات والأرض من فلك وكوكب وشمس وقمر وحيوان ونبات، إلا وهي شاهدة على نفسها بالحاجة إلى مدبر دبرها وقدرها، بل لا ينظر الإنسان إلى عضو من أعضاء نفسه، بل إلى صفة من صفاته وحالة من حالاته التي تجري عليه قهرا بغير اختياره، إلا ويراها ناطقة بالشهادة لخالقها ومدبرها جل وعلا[1].
الحاشية السفلية
^1 | المقصد الأسنى، للغزالي (١/ ١٣٧). |
---|