تركت الصلاة لمدة سبع سنواتٍ، ولا أستطيع الآن أن أصليها؛ لسببين ذكرها، توجيهًا في هذا يا شيخ؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
تركت الصلاة لمدة سبع سنواتٍ، ولا أستطيع الآن أن أصليها؛ لسببين ذكرها، توجيهًا في هذا يا شيخ؟
الجواب
أولًا: يظهر أن الأخ الكريم عنده وسوسةٌ، وعنده مشاكل نفسيةٌ، فننصحه أولًا بأن يتصل بالطبيب النفسي المختص، يساعده في حل هذه المشاكل التي عنده.
ثانيًا: هذا ليس عذرًا له، هو يقول: أنا لا أريد أن أغتسل لأجل إزالة الوسخ، هذه كلها ليست مبرراتٍ مقبولةً، الوسخ ما دام ليس نجاسة لا يضرك، ولا فيه مرضٌ.
المقدم: ما كان عنده مرضٌ.
الشيخ: ولا عنده مرضٌ، ما عنده عذرٌ الحقيقة، المهم ألا يكون على بدنك نجاسةٌ، وأن تتوضأ، ومن الجنابة تغتسل، يعم بالماء جميع البدن، وكان عليك أن تسأل، أما أنه يقول: إني قرأت في كتاب، وصاحب الكتاب هذا مجهولٌ، والمعلومة أصلًا غير صحيحةٍ التي قرأها، وبنى عليها أنه ترك الصلاة سبع سنواتٍ هذا خطأٌ كبيرٌ، ولا تبرأ ذمتك أمام الله .
فإذا كان الأخ الكريم في كامل قواه العقلية؛ فقد أخطأ خطأً عظيمًا، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة [1]، ويقول: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر [2]، لكن الله تعالى فتح باب التوبة للتائبين فقال: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]، فعليك الآن أن تبدأ صفحةً جديدةً، وأن تبدأ الآن، إذا كان عليك جنابةٌ؛ تغتسل وتترك عنك هذه الوساوس، وهذا الكلام الذي ذكرت كله لا داعي له، غير مقبولٍ، اترك عنك هذه الوساوس، اغتسل إذا كان عليك غسل جنابةٍ، توضأ، أما قوله: إني لا أتوضأ، هو يقول أعرف الوضوء والغسل، لكن أخشى من الخطأ، هذا كله من الشيطان، هذا ليس عذرًا لك أمام الله ، وإذا كنت تخشى يمكن في البداية أن يجعل أحدًا من أهله أو أصحابه ينظر ويقول: إن وضوؤك صحيحٌ، حتى تزول المشكلة هذه التي لديه، أما أن يترك الصلاة، فهذا لا يجوز تركه للصلاة.
وأيضًا ذكر ترك الصيام، المسلم يحرص على ما أوجب الله عليه، خاصةً أركان الإسلام، الصلاة هي الركن الثاني، والصوم هو الركن الرابع، فنقول للأخ الكريم: ابدأ الآن صفحةً جديدةً، تُب إلى الله توبةً نصوحًا، وعليك أن تصلي من الآن، احرص على أن تصلي وأن تصوم، وما مضى إذا كنت تاركًا للصلاة بالكلية، فإذا كانت قواك العقلية فيها إشكالٌ؛ فربما تكون معذورًا بسبب هذا، أما إذا كان مكتمل القوى العقلية؛ فمن ترك الصلاة فقد كفر، فيبدأ الآن صفحةً جديدةً، ويتوب إلى الله ، ومن تاب تاب الله عليه.