أولًا: “السلسبيل” هو شرحٌ لـ”دليل الطالب”.
نعم، ذكرتُ فيه قواعد في هذا الباب، في باب الحيض، ومنها ما يتعلق بالصُّفْرَة أو الكُدْرَة، والتي تُسمى في الوقت الحاضر بالإفرازات.
هذه إذا كانت بعد الطُّهْر فإنها لا تُعَدُّ شيئًا، وإذا كانت في أثناء الدورة فإنها تأخذ حكم الدورة الشهرية، أما إذا كانت قبل الدورة أو بعدها مُتَّصلةً بها فتأخذ حكمها؛ لأنها في الحقيقة هي كالمُقدمة للدورة الشهرية أو كالخاتمة لها، لكن هذا بشرط ألا تطول عُرْفًا، فإن طالتْ عُرْفًا فإنها لا تأخذ حكم الدورة الشهرية.
وعلى ذلك ما أشارتْ إليه الأخت الكريمة من أن بعض النساء تكون الإفرازات معها ثلاثة أيامٍ قبل الدورة، هذه لا تأخذ حكم الدورة؛ لأنها طويلةٌ عُرْفًا، إنما الإفرازات التي لا تطول تكون ساعاتٍ قُبيل الدورة، هذه هي التي تأخذ حكم الدورة الشهرية، أما التي تستمر مدةً طويلةً -تبقى مثلًا يومين أو ثلاثة أيامٍ أو أكثر قبل أو بعد- هذه لا تأخذ حكم الدورة، وإنما هذه لا تُعَدُّ شيئًا، حكمها حكم الطُّهْر، لا تُعَدُّ شيئًا، هذا هو الأقرب في هذه المسألة.
وأما ما أشارتْ إليه الأخت الكريمة من أن الإفرازات هذه ليست من جنس الحيض، وليست سيلانًا، فهذا غير صحيحٍ، وجمهور الفقهاء قالوا: إنها تأخذ حكم الحيض إذا كانت في أثناء الحيض أو قبله أو بعده مُتَّصلةً به، هذا هو الذي عليه جماهير أهل العلم، إنما لا تُعَدُّ شيئًا إذا كانت بعد الطُّهْر، أو أنها طالتْ مدتها طولًا كبيرًا عُرْفًا، فهذه هي التي لا تأخذ حكم الحيض.