معنى قوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾

معنى هذه الآية: هو كقول الله تعالى: وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا [الفرقان:63]، وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ [القصص:55]. 

الإنسان في الحياة يواجه طبقةً صعبةً غير محترمةٍ، المطلوب منه: الإعراض، فلا يدخل مع هذه الطبقة في نقاشٍ، ولا يدخل معهم في جدالٍ، ولا يدخل معهم في حديثٍ، وإنما يُعرِض عنهم: وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا، أعرضوا عنهم وقالوا كلامًا حسنًا؛ كأن يقول مثلًا: جزاك الله خيرًا، أو نحو ذلك، ويُعرِض عنه، ولا يدخل معه في الحديث؛ لأنه إذا دخل معه في الحديث؛ فربما يتطور ذلك إلى ما لا تُحمد عقباه.

ثم إن المسلم ينبغي أن يَضن بنفسه عن هذه الأمور، وهي في الغالب أمورٌ تافهةٌ، فيحفظ وقته، ويعرض عن الدخول مع هؤلاء، فإذا مروا باللغو؛ مروا كرامًا، إذا مروا بهؤلاء -بهذه الطبقة غير المحترمة- مروا كرامًا وقالوا: سلامًا، وأعرضوا عنهم: وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ [القصص:55].