يقول: كنتُ في الطائرة وعليَّ نجاسةٌ، ولم أتمكن من إزالتها، فهل يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، علمًا بأنها لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
يقول: كنتُ في الطائرة وعليَّ نجاسةٌ، ولم أتمكن من إزالتها، فهل يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، علمًا بأنها لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؟
الجواب
لا يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، ما دام أن الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؛ وذلك لأن شرط الوقت هو آكد شروط الصلاة، وقد تسقط الشروط الأخرى والأركان والواجبات مراعاةً لشرط الوقت، ما دام عقل الإنسان معه؛ فيتقي الله ما استطاع، يصلي على حسب حاله، سواءٌ أكان في الطائرة، أو كان في المستشفى، أو في أي مكانٍ.
فكونه عليه نجاسةٌ، نقول: عليك أن تزيل النجاسة، فإن لم تتمكن؛ صل على حسب حالك ولو كان عليك نجاسةٌ، ولو إلى غير القبلة، ولو أن تومئ بالركوع والسجود، وحتى لو عجزت عن الإيماء بالركوع والسجود؛ تصلي على ظهرك، ولو أن تصلي بقلبك، المهم لا تدع الصلاة، الصلاة لا تسقط عن المكلف ما دام عقله معه، إلا في حالةٍ واحدةٍ: عن المرأة في حال الحيض والنفاس؛ تخفيفًا عليها، وما عدا ذلك؛ لا تسقط الصلاة عن المكلف.
وهذا من الأخطاء الشائعة عند بعض العامة، تجد أن بعضهم يمكث في المستشفى أحيانًا مدةً طويلةً ولا يصلي، عندما يقال: لماذا؟ يقول: كيف أصلي وعليَّ نجاسةٌ؟! نقول: صل حتى لو كان عليك نجاسةٌ، إن استطعت أن تزيل النجاسة؛ فهذا هو المطلوب، إن لم تستطع؛ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]؛ كما قال النبي : وما أمرتكم فيه بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم [1].
فكان الواجب على أخينا السائل: أن يزيل النجاسة، فإن لم يتمكن؛ صلى على حسب حاله، ولا يؤخر الصلاة حتى يخرج وقتها، إنما يصلي على حسب حاله ولو كان عليه نجاسةٌ، ولو فاتته بعض الأركان والشروط، كل ذلك مراعاةً لشرط الوقت، لكن فقط ما دام مسافرًا؛ يجوز له الجمع، إما جمع تقديمٍ أو جمع تأخيرٍ، وما عدا ذلك؛ لا يجوز.
فإذا كانت الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؛ لم يجز له أن يؤخر الصلاة حتى تهبط الطائرة، إنما يصلي في الطائرة، ويصلي على حسب حاله، مطبقًا قول النبي : وما أمرتكم فيه بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم.
الحاشية السفلية
^1 | رواه البخاري: 7288، ومسلم: 1337. |
---|