هل يشرع رفع اليدين عند الدعاء قبيل الإفطار؟

رفع اليدين من آداب الدعاء، وقد قال عليه الصلاة والسلام: إن الله يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرًا يعني: خائبتين ^[1].

ولما ذكر النبي  الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرامٌ، وملبسه حرامٌ، وغذي بالحرام فأنَّى يستجاب له؟! ^[2]، رواه مسلمٌ.

فذكر النبي عليه الصلاة والسلام: أن هذا الرجل أتى بأسباب الإجابة؛ فهو مسافرٌ، وأشعث أغبر، ويمد يديه إلى السماء، ويقول: يا رب يا رب، فهذه من أبرز أسباب الإجابة، كونه في سفرٍ، أشعث أغبر، وأيضًا كونه رافعًا يديه، فإن هذا من أسباب إجابة الدعاء، ويقول: يا رب، يتوسل إلى الله ​​​​​​​ بالربوبية، وهذا أفضل ما يقوله الداعي، أن يتوسل إلى الله  بقوله: ربي؛ ولذلك عندما نتأمل أدعية الأنبياء: رب، رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ [نوح:28]، رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً [آل عمران:38]، أدعية الأنبياء تُصدَّر بـ”رب”، فالأفضل تصدير الدعاء بالربوبية، لكن النبي عليه الصلاة والسلام ذكر مانعًا من إجابة هذا الدعاء: وهو المكسب الخبيث؛ ولهذا قال: فأنَّى يستجاب لذلك؟.

الشاهد من هذا: أن النبي  ذكر من أسباب إجابة الدعاء: يمد يديه إلى السماء، فالأصل أن رفع اليدين من أسباب الإجابة، إلا في المواضع التي دعا فيها النبي  ولم يرفع يديه؛ مثل خطبة الجمعة، فلا يشرع رفع اليدين عند الدعاء، إلا عند الاستسقاء فقط.

وعلى هذا نقول: من أراد أن يدعو قُبيل الإفطار؛ الأفضل أن يستقبل القبلة، وأن يرفع يديه ويدعو، هذا هو الأكمل والأفضل.