logo
الرئيسية/فتاوى/أيهما أفضل في السَّحَر: قراءة القرآن أو الاستغفار؟

أيهما أفضل في السَّحَر: قراءة القرآن أو الاستغفار؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

أيهما أفضل في السَّحَر: قراءة القرآن أو الاستغفار؟

الجواب

الأفضل في وقت السحر: أن يصلي الإنسان ما تيسر، ثم يختم ذلك بالوتر، والأفضل: أن يصلي إحدى عشرة ركعةً مثنى مثنى؛ لأن هذا هو غالب هدي النبي عليه الصلاة والسلام، ركعتين ركعتين، ثم يختم ذلك بواحدةٍ، إحدى عشرة ركعةً، هذا هو الأفضل والأكمل.

وإن زاد على إحدى عشرة ركعةً؛ فلا بأس، فإن الأمر واسعٌ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح؛ فليوتر بواحدةٍ [1].

ثم بعد فراغه من صلاة الليل والوتر الأفضل: أن يشتغل بالاستغفار؛ لأن الاستغفار في هذا الوقت له فضيلةٌ، وقد أثنى الله ​​​​​​​ على المستغفرين بالأسحار في موضعين في كتابه الكريم، فقال: وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ [آل عمران:17]، وقال: وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:18]؛ وهذا يدل على أن للاستغفار في وقت السحر خصوصيةً، وله مزيد فضيلةٍ.

قال بعض أهل العلم: والحكمة من ذلك والله أعلم: هو أن هؤلاء تعبدوا الله وصلوا ما كتب الله لهم أن يصلوا، وختموا ذلك بصلاة الوتر، ولم يعجبوا بعملهم هذا، بل رأوا مع ذلك كله أنهم مقصرون، فاستغفروا الله ، وهذا أكمل ما يكون للعبد: أن يعمل الأعمال الصالحة العظيمة، ومع ذلك يشعر بالتقصير ولا يشعر بالعجب؛ وكما قال ابن القيم رحمه الله: إذا عملت عملًا ثم شعرت بعده بالعجب؛ فهذا دليلٌ على عدم قبوله، لكن إذا عملت عملًا ثم تشعر بالتقصير، وتقول: أسأل الله القبول، وتستغفر الله ؛ فهذا قد يكون أمارةً على قبوله [2]، فهؤلاء الصالحون تعبدوا الله وصلوا من الليل ما صلوا، ثم ختموا ذلك بالاستغفار.

فأفضل ما يُفعل في وقت السحر بعد صلاة الليل: هو الاستغفار.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 990، ومسلم: 749.
^2 ينظر الفوائد لابن القيم: ص 224.
zh