logo
الرئيسية/فتاوى/فضل عبادة الصيام

فضل عبادة الصيام

مشاهدة من الموقع

السؤال

شيخنا، لو عَرَّجْتُم بنا على ذكر شيءٍ من فضل الصيام والأحاديث والآيات الواردة في ذلك.

الجواب

الصيام عبادةٌ عظيمةٌ، من أَجَلِّ وأفضل العبادات، ولها خصائص لا توجد في غيرها، ومن ذلك: أن ثواب الصيام غير مُقَدَّرٍ بعددٍ معينٍ، وإنما يجزي الله تعالى عليه جزاءً خاصًّا من عنده، كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي [1].

فقوله: إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به هذا يدل على أن الثواب على الصيام يكون ثوابًا خاصًّا؛ لأن الله قال في هذا الحديث القدسي: كل عمل ابن آدم يُضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمئة ضعفٍ إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به [2].

والعطية -كما يُقال- بقدر مُعطيها، والله تعالى هو أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين، فهذا الجزاء الخاص سيكون عظيمًا، كما لو قال مُعلمٌ -مثلًا- للطالب الفلاني: أنت لك جائزة كذا، وأنت كذا، وأنت كذا، أما أنت يا فلان فلك جائزةٌ خاصةٌ عندي.

فالذي يُفْهَم أن هذه الجائزة الخاصة أفضل من جوائز بقية زملائه.

فهذا يدل على عظيم أجر الصيام.

وجاء في حديث أبي أمامة : أن النبي قال: عليك بالصوم، فإنه لا مِثْلَ له [3]، أخرجه أحمد بسندٍ صحيحٍ.

لا مِثْلَ له أي: في الأجر والثواب، سواء كان صيام فريضةٍ أو صيام تطوعٍ.

ثم إن الصائم يُؤجر طوال وقت الصيام؛ لأنه مُتلبسٌ بعبادة الصوم، وهذا لا نظير له، قال أبو العالية: “الصائم في عبادةٍ ما لم يَغْتَبْ أحدًا، وإن كان نائمًا على فراشه”، وكانت حفصة بنت سيرين تقول: “يا حبذا عبادة وأنا نائمةٌ على فراشي” [4].

فهذا لا نظير له، يعني: تكون من طلوع الفجر إلى غروب الشمس وأنت في عبادةٍ إذا كنت صائمًا، فتكون طوال هذا الوقت في عبادةٍ، وهذا يدل على عظيم الأجر والثواب لهذه العبادة.

وأعظم ما يكون الأجر للصوم الواجب، وهو صوم رمضان؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه [5]، أخرجه البخاري ومسلم.

فوعد النبي مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا بالمغفرة، والمقصود عند الجمهور: مغفرة الصغائر، ولا يشمل ذلك الكبائر عند جمهور أهل العلم.

ولكن صيام النافلة له أيضًا فضلٌ ومزيد خصوصيةٍ؛ ولذلك ينبغي للمسلم بعد المُحافظة على الصيام الواجب أن يجعل له نصيبًا من صيام النافلة، فيصوم ما تيسر، ومن ذلك: صيام ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ، أو صيام يومي الاثنين والخميس، وصيام أيام الست من شوال، وصيام عاشوراء، ونحو ذلك من صيام النافلة.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 5927، ومسلم: 1151.
^2 رواه مسلم: 1151.
^3 رواه النسائي: 2220، وأحمد: 22140.
^4 رواه عبدالرزاق في “مصنفه”: 7895.
^5 رواه البخاري: 38، ومسلم: 760.
zh