هل ورد شيءٌ في فضل ليلة النصف من شعبان؟
وما صحة حديث: إن الله لَيَطَّلِع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
هل ورد شيءٌ في فضل ليلة النصف من شعبان؟
وما صحة حديث: إن الله لَيَطَّلِع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ؟
الجواب
رُوِيَ في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث، لكن جميعها ضعيفةٌ، لا يثبت منها شيءٌ من حيث الصناعة الحديثية.
وهذا الحديث الذي ذكره الأخ السائل: إن الله لَيَطَّلِع في ليلة النصف من شعبان .. حديث أبي موسى : أن النبي قال: إن الله لَيَطَّلِع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ [1]، يعني: بينه وبين أخيه شحناء.
هذا الحديث أخرجه ابن ماجه في “سننه”، لكنه حديثٌ ضعيفٌ، لا يصح عن النبي ، وجميع ما رُوِيَ من أحاديث في فضل ليلة النصف من شعبان لا يصح منها شيءٌ؛ ولذلك لا يُشرع تخصيصها بعبادةٍ من العبادات، فلا يُشرع تخصيص ليلها بالقيام، ولا تخصيص نهارها بالصيام.
والاحتفال بليلة النصف من شعبان لا أصل له؛ لأن هذا الاحتفال يقتضي تعظيم هذا الزمن، وتعظيم هذا الزمن يحتاج إلى دليلٍ، ولم يرد هذا عن النبي ، ولا عن أحدٍ من الصحابة أنهم كانوا يفعلون ذلك، وقد قال عليه الصلاة والسلام: مَن عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ [2]، وقال: مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ [3].
وعلى هذا فلا يُشرع الاحتفال بليلة النصف من شعبان، ولا يُشرع تخصيصها بأية عبادةٍ: لا تخصيص ليلها بالقيام، ولا نهارها بالصيام، بل هي كسائر الليالي؛ لأنه لم يثبت في فضلها شيءٌ عن النبي .