حكم صلاة الجماعة في المسجد

نعم، صلاة الجماعة في المسجد واجبةٌ، ويدل لذلك ما جاء في “صحيح مسلم”: أن رجلًا أعمى أتى النبيَّ  فقال: يا رسول الله، إنه ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجد. فسأل رسول الله  أن يُرخص له فيُصلي في بيته، فَرَخَّصَ له، فلما ولَّى دعاه فقال: هل تسمع النِّداء بالصلاة؟ فقال: نعم. قال: فَأَجِبْ ^[1]، وفي روايةٍ عند غير مسلمٍ: لا أجد لك رُخْصَةً ^[2].

وهذا من أوضح الأدلة على وجوب الصلاة مع الجماعة في المسجد، ولو كانت الصلاة مع الجماعة في المسجد غير واجبةٍ لَرَخَّصَ النبي عليه الصلاة والسلام لهذا الأعمى، فهو أعمى، ليس له قائدٌ يقوده إلى المسجد، ومع ذلك يقول له النبي عليه الصلاة والسلام: فَأَجِبْ، لا أجد لك رُخصةً، فكيف بالصحيح، المُبْصِر، القادر؟!

وهذا الحديث رواه مسلمٌ، فهو حديثٌ صحيحٌ، وهو ظاهر الدلالة في وجوب الصلاة مع الجماعة في المسجد؛ ولهذا قال ابن مسعودٍ  كما في “صحيح مسلم”: “ولقد رأيتنا” يعني: الصحابة “وما يتخلف عنها” يعني: عن صلاة الجماعة في المسجد “إلا مُنافقٌ معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يُؤْتَى به” يعني: الرجل المريض، يكون مريضًا، “يُؤْتَى به يُهَادَى بين الرجلين” يُعَضَّد له عن يمينٍ وعن شمالٍ من رجلين “حتى يُقام في الصفِّ” ^[3].

هو مريضٌ ومعذورٌ في ترك الصلاة مع الجماعة في المسجد، ومع ذلك يُصِرُّ على أن يُصلي مع الجماعة في المسجد، حتى إنه يُؤْتَى به يُهَادَى، يُعَضَّد له عن يمينٍ وعن شمالٍ، يُعَضِّد له رجلان حتى يُقام في الصفِّ من شدة حرص الصحابة  على الصلاة مع الجماعة في المسجد.

فعلى المسلم أن يحرص على أن يُصلي الصلوات الخمس مع جماعة المسلمين في المسجد.