سأل عن بعض الناس قبل أن يذهبوا لصلاة الاستسقاء يذبح الواحد منهم شاةً ويُوزعها على الفقراء والمساكين، هل هذا الفعل مشروعٌ؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
سأل عن بعض الناس قبل أن يذهبوا لصلاة الاستسقاء يذبح الواحد منهم شاةً ويُوزعها على الفقراء والمساكين، هل هذا الفعل مشروعٌ؟
الجواب
إذا كان هذا من باب التَّوسل إلى الله بالصدقة فلا بأس بذلك، فكون الإنسان يتوسل إلى الله بعملٍ صالحٍ هذا لا بأس به؛ ولذلك في قصة أصحاب الصخرة الذين ذهبوا للبَرِّ، ثم دخلوا غارًا، ثم انطبقتْ عليهم الصخرة، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم، فأحدهم توسل إلى الله بعظيم بِرِّه بوالديه، والآخر بعفَّته عن الزنى، والثالث بأمانته وإرجاعه المبلغ للأجير؛ فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون [1].
فإذا كانوا يذبحون هذه الصدقة ويريدون بذلك التَّوسل إلى الله بهذا العمل الصالح كي يُغيثهم، فهذا عملٌ مشروعٌ، لكن لا يعتقدون أنه كلما أرادوا صلاة الاستسقاء ذبحوا شاةً، هذا لا أصل له، لا يعتقدون ذلك، لكن إذا كان بنية أنها صدقةٌ لله ، وأن هذا من باب التَّوسل إلى الله سبحانه بهذه الصدقة؛ فهذا لا بأس به.
وكان الإمام ابن تيمية رحمه الله إذا ذهب لصلاة الجمعة تصدق، وقال: “إن الله سبحانه يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً [المجادلة:12]، والله تعالى أولى بأن يُقدم بين يدي نجواه صدقة”.
فكون الإنسان يُقدم بين يدي الله سبحانه صدقةً قبل أن يدعو هذا من باب التوسل إلى الله بهذا العمل الصالح، ولا بأس به، لكن المهم ألا يعتقد أن هذه سُنةٌ مُرتبطةٌ بصلاة الاستسقاء، فإن هذا لا أصل له.
الحاشية السفلية
^1 | رواه البخاري: 2272، ومسلم: 2743. |
---|