logo
الرئيسية/فتاوى/أيهما أفضل: الوقف أم الوصية؟

أيهما أفضل: الوقف أم الوصية؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

أيهما أفضل: الوقف أم الوصية؟

الجواب

الوقف إذا كان معلقًا بالوفاة؛ فهو في معنى الوصية، إذا قال مثلًا: هذا البيت وقفٌ بعد وفاتي، فهذا حكمه حكم الوصية.

أما إذا كان الوقف منجزًا؛ فهو أفضل؛ لأنه يجري ثوابه له في حياته وبعد مماته، بينما الوصية إنما يجري ثوابها له بعد مماته، فالوقف المنجَّز أفضل من الوصية.

ثم إن الوقف المنجز لا يكون مقتصرًا على الثلث، بل يكون في جميع المال، يعني: لو كان الوقف مثلًا في نصف التركة؛ يجوز، بينما الوقف المعلق بعد الوفاة هذا يكون حكمه حكم الوصية، فلا ينفذ إلا في الثلث فقط.

وعلى هذا نقول: إن الوقف المنجز في حال الحياة بأن يقول: أوقفت مثلًا هذا الشيء وقفًا منجزًا -يعني الآن- أفضل من الوصية، وأفضل من الوقف المعلق بعد الوفاة؛ لكونه يجري له ثوابه من حين الوقف.

وبعض الناس يريد أن يوقف وقفًا منجزًا، لكن يخشى أن يحتاج لهذا الوقف، فنقول: يمكن أن يوقف وقفًا منجزًا، ويشترط أن تكون منفعته ورَيعه له طوال حياته، وهذا أمرٌ سائغٌ وجائزٌ على القول الراجح، وقد اختار هذا الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى [1]، فتقول مثلًا: أوقفتُ بيتي هذا وقفًا منجزًا، على أن أنتفع به طوال حياتي، ويصرف ريعه بعد وفاتي في كذا وكذا، هذا لا بأس به، وهذا هو المعمول به عندنا في “وزارة العدل” في المملكة العربية السعودية.

ولو أردتَ أن تثبت وقفًا، ودخلت عن طريق “موقع ناجز”؛ تجد أن من ضِمن الصيغ المقترحة للواقف هذه الصيغة: “أُقر بأنني أوقف وقفًا منجزًا لوجه الله تعالى، ابتغاء مرضاته ورجاء ثوابه، وقد استثنيت الانتفاع به حال حياتي غلةً واستغلالًا، ومن بعدي تصرف غلته على أوجه البر والإحسان المختلفة حسب ما يراه الناظر..” إلى آخره، فهذه صيغةٌ موجودةٌ الآن على “موقع ناجز”، ومعتمدةٌ عند “وزارة العدل”، وهذا يشجع الإنسان. 

بعض الناس يقول: أريد أن أوقف، وأخشى أني أحتاج، نقول: لا بأس، توقف الوقف المنجز الآن، وتستثني منفعته لك طوال حياتك، تتصرف في رَيعه وفي غلته كما تحب وكما تريد، لكن بعض وفاتك تُصرف غلته في كذا وكذا.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 إعلام الموقعين: 4/ 359.
مواد ذات صلة
zh