كثيرٌ من الناس بعد أن يُتوفى المتوفَّى؛ من قريبٍ له، والده أو والدته أو غيره، في البداية يحرص على الدعاء، لكن مع طول العهد ينسى مثل هذا الأمر، والميت بأحوج ما يكون للدعاء، فتوجيهكم حول ذلك.
مشاهدة من الموقع
السؤال
كثيرٌ من الناس بعد أن يُتوفى المتوفَّى؛ من قريبٍ له، والده أو والدته أو غيره، في البداية يحرص على الدعاء، لكن مع طول العهد ينسى مثل هذا الأمر، والميت بأحوج ما يكون للدعاء، فتوجيهكم حول ذلك.
الجواب
يقول النبي : إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له [1].
فالدعاء ينفع الميت، ينتفع به ويسر به ويغتبط، وهو أفضل ما يفعله الحي للميت؛ ولهذا ينبغي لمن أراد أن ينفع قريبه أن يدعو له، خاصةً إذا كان أبًا له، أو أمًّا له، أو من يعز عليه ممن مات، ينبغي أن يدعو له كل يومٍ، يدعو له بالمغفرة، يدعو له بالرحمة، يدعو له بأن يجمعه الله به في جنات النعيم، فإن الله تعالى من إكرامه لأهل الجنة أنه يجمع شمل العائلة، يجمعهم، ومن كان أقل درجةً يرفع الله درجة الأقل؛ حتى يكون مساويًا لدرجة الأعلى من غير أن ينقص شيئًا من درجة الأعلى؛ كما قال سبحانه: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ [الطور:21]، حتى يعظم الأُنس، ويعظم النعيم، فيجتمع شمل العائلة في الجنة، يجتمع شمل أحباب الإنسان في الجنة، أحبابه الذين افتقدهم في الدنيا، يجتمع بهم في الجنة إذا كانوا من أهل الجنة، فيدعو الله بأن يجمعه بهم في الجنة، فهذا الدعاء ينتفع به الميت ويُسَر به الميت ويغتبط به.
ولكن أيضًا في المقابل: ينبغي ألا يعول الإنسان على دعاء الآخرين له؛ لأن الناس ينشغلون بأنفسهم، والميت ما إن يموت؛ وإلا وسرعان ما يُنسى، فلا يعول الإنسان على أن أولاده سيدعون له، أو سيفعلون له كذا أو كذا، وإنما ينفع نفسه ما دام حيًّا بالأعمال الصالحة، ويجعل له آثارًا حسنةً من أوقافٍ وغيرها، تنفعه بعد مماته، لكن لا يعول على أن الآخرين سينفعونه بعد مماته، فالواقع أنه سرعان ما يُنسى الميت بعد وفاته.
الحاشية السفلية
^1 | رواه مسلم: 1631. |
---|