ما الأعمال التي تدخلني الجنة بغير حسابٍ ولا عذابٍ؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
ما الأعمال التي تدخلني الجنة بغير حسابٍ ولا عذابٍ؟
الجواب
بين النبي ذلك -في حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما- لما أخبر بأنه يدخل الجنة سبعون ألفًا من أمته بغير حسابٍ ولا عذابٍ، ثم ذكر أوصافهم، وأنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون [1]، هذه هي أعمال من يدخلون الجنة بغير حسابٍ ولا عذابٍ، لا يسترقون: يعني لا يطلبون الرقية، وإن كان طلبها جائزًا، لكن لكمال توكلهم على الله لا يفعلون ذلك؛ خشية أن يوافق ذلك قدرًا فيشفوا بسبب الرقية، فتتعلق قلوبهم بالراقي؛ فيؤثر ذلك في كمال التوكل.
ولا يكتوون يعني: لا يطلبون الكي، مع أن طلب الكي جائزٌ عند الحاجة، لا بأس به، لكن هؤلاء لكمال توكلهم على الله يتركون الكي.
ولا يتطيرون يعني: لا يتشاءمون لا بزمانٍ ولا بمكانٍ ولا بصوتٍ ولا بمسموعٍ ولا بأي شيءٍ؛ لكمال توكلهم على الله.
ثم ذكر الصفة الرابعة التي تفرعت عنها الصفات الثلاث السابقة، قال: وعلى ربهم يتوكلون، أي: عندهم قوة توكلٍ على الله ، فهم لا يسترقون؛ لأنهم على ربهم يتوكلون، ولا يكتوون؛ لأنهم على ربهم يتوكلون، ولا يتطيرون لأنهم على ربهم يتوكلون، عندهم قوة توكلٍ على الله ؛ فدل هذا على أن من أسباب دخول الجنة بغير حسابٍ ولا عذابٍ: قوة التوكل على الله سبحانه، وهذا يدل على عظيم شأن الأعمال القلبية، وأنها ترفع أصحابها عند الله درجاتٍ عظيمةً.
الأعمال القلبية -أعمال القلوب- لها شأنٌ عظيمٌ، فهي ترفع أصحابها عند الله تعالى درجاتٍ، سعد بن معاذٍ أسلم وعمره واحدٌ وثلاثون، ومات وعمره سبعٌ أو ثمانٍ وثلاثون، يعني بقي في الإسلام ست أو سبع سنين، ومع ذلك لما مات؛ اهتز لموته عرش الرحمن [2]، والذي يظهر -والله أعلم- أن عنده مع الأعمال الصالحة التي كان يقوم بها، عنده أعمالٌ قلبيةٌ رفعته إلى هذه المنزلة العلية.
هذا الحديث أخرجه مسلمٌ في “صحيحه” ((رواه مسلم: 250.))، وهو على ظاهره، وهو أن الحلية في الجنة تبلغ من المؤمن…
لا يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، ما دام أن الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؛ وذلك لأن شرط…