هل يكره كثرة الحلف حتى لو كان الإنسان صادقًا؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
هل يكره كثرة الحلف حتى لو كان الإنسان صادقًا؟
الجواب
نعم يكره ذلك؛ لأن كثرة الحلف من صفات المنافقين، وقد ذكر الله تعالى عن المنافقين أنهم يُكثرون الأيمان ويكثرون الحلف: اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [المجادلة:16]، وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ [التوبة:56]، يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ [التوبة:96]، فذكر الله تعالى كثرة الحلف في معرض الذم، وأنها من صفات المنافقين.
فينبغي أن يبتعد المسلم عن مشابهة المنافقين، وأن يبتعد عن كثرة الحلف، لكن لو احتاج للحلف؛ فلا بأس، فالله تعالى أمر نبيه بأن يحلف في ثلاثة مواضع: قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ [التغابن:7]، ورد ذلك في ثلاثة مواضع [1]، والنبي عليه الصلاة والسلام كان أحيانًا يحلف، لكن عند الحاجة، والإمام الشافعي يقول: ما حلفت بالله صادقًا ولا كاذبًا قط.
فينبغي أن يعظم المسلم شأن اليمين، وأن يحفظ يمينه؛ ولهذا لما ذكر الله تعالى كفارة اليمين؛ قال بعد ذلك: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89].
ثم إن الذي يكثر من الحلف؛ يدل على أنه ليس واثقًا من كلامه، وليس واثقًا من صدق ما يقول؛ ولذلك هو يشعر بهذا النقص وبعدم الثقة، فيحتاج أن يؤكد كلامه بالحلف، وإلا لو كان واثقًا من كلامه؛ لا داعي لأن يحلف، فينبغي أن يحفظ المسلم يمينه، ولا يكثر من الحلف، ولا يحلف إلا عند الحاجة.
الحاشية السفلية
^1 | والموضعان الآخران: في قوله تعالى: وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ [يونس:53]، وقوله تعالى: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ [سبأ:3]. |
---|