logo
الرئيسية/فتاوى/هل ثبت أن الإنسان يكون في ظل صدقته يوم القيامة؟

هل ثبت أن الإنسان يكون في ظل صدقته يوم القيامة؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

هل صحيحٌ ثبت أن الإنسان في ظل صدقته يوم القيامة؟

الجواب

نعم، هذا جاء في حديثٍ رواه الإمام أحمد بسندٍ حسنٍ، أن النبي  قال: إن المؤمن يكون في ظل صدقته يوم القيامة، حتى يفصل بين الخلائق [1]

وكان أحد التابعين لا يمر عليه يومٌ إلا تصدق فيه لله بصدقةٍ، وذات يومٍ لم يجد ما يتصدق به، وبحث فلم يجد إلا بصلًا، فأخذ هذا البصل وحمله يريد أن يتصدق به، فلقيه أحد الناس وقال: رحمك الله! لم يكلفك الله بهذا، يعني: أن هذا الشيء ليس واجبًا عليك، فقال: إني أردت ألا يمر علي يومٌ إلا تصدقتُ فيه لله بصدقةٍ؛ لأنه بلغني أن رسول الله يقول: إن المؤمن يكون في ظل صدقته يوم القيامة.

فهذا الحديث حديثٌ عظيمٌ، وهو يدل على فضل الصدقة، وأن الإنسان يستظل بظلها يوم القيامة؛ وذلك أن الشمس تدنو من الخلائق في الموقف حتى تكون على قدر ميلٍ، وينالهم من الكرب والغم ما لا يطيقون ولا يحتملون، في يومٍ ثقيلٍ عسيرٍ مقداره خمسون ألف سنةٍ، والناس يقفون في الموقف مدةً طويلةً جدًّا، لكن يكون الفصل والقضاء عند منتصف اليوم، يعني بعد خمسٍ وعشرين ألف عامٍ يكون الفصل والقضاء، كما جاء ذلك في آثار عن بعض الصحابة ؛ كابن مسعود وابن عباس وبعض التابعين، وذكر هذا المفسرون عند قول الله : أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا [الفرقان:24]، والقيلولة إنما تكون عند منتصف النهار، فهو يومٌ طويلٌ، يومٌ ثقيلٌ، يومٌ عظيمٌ، وهناك أناسٌ يكرمهم الله ؛ فهناك من يظلهم الله تعالى تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله، تحت ظل العرش، وهناك أناسٌ يظلهم الله تعالى تحت صدقاتهم التي تصدقوا بها في الدنيا، فينتفعون بذلك ويكرمهم الله بهذا الظل الذي يقيهم من حر الشمس.

فعلى المؤمن أن يحرص على كثرة البذل والإنفاق والصدقة بعدما يؤدي الزكاة المفروضة، بعدما يؤدي الزكاة المفروضة يكثر من الصدقة، الصدقة شأنها عظيمٌ، والصدقة يدفع الله بها البلاء عن الإنسان، ربما تصدق بمبلغٍ يسيرٍ، ويدفع الله تعالى عنك مصائب، وجاء في الحديث: داووا مرضاكم بالصدقة [2]، وإن كان في سنده مقالٌ، إلا أن معناه صحيحٌ؛ وذلك أن الإحسان للفقراء والمساكين مَن أحسن إليهم؛ أحسن الله إليه، فينبغي أن يحرص المسلم على كثرة الصدقة والبذل والإنفاق في سبيل الله .

والنفقة مخلوفةٌ: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ [سبأ:39]، ويؤجر الإنسان عليها، وتدفع عنه من البلاء شيئًا عظيمًا.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه أحمد: 17333، وابن حبان: 3310، والحاكم: 1517، بنحوه.
^2 رواه الطبراني: 10196، والبيهقي في السنن الكبرى: 6593.
مواد ذات صلة
zh