حكم غسل يوم الجمعة

غسل يوم الجمعة مستحبٌّ، وهذا هو الذي عليه أكثر العلماء، وحُكي إجماعًا، ولكن المسألة فيها خلافٌ، لكن الذي عليه أكثر أهل العلم أن غسل الجمعة مستحبٌّ وليس واجبًا، لكنه مستحبٌّ استحبابًا مؤكدًا، وأما قوله عليه الصلاة والسلام: غسل يوم الجمعة واجبٌ على كل محتلمٍ ^[1]، فمعناه: متأكدٌ، وليس المقصود بذلك: الوجوب بمعناه الاصطلاحي عند الفقهاء؛ لأنه لم يُعهد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه يعبر عن الأحكام الشرعية بالمصطلحات المعروفة عند الفقهاء؛ بالواجب والمستحب والمحرم والمكروه، لكن ذلك يُفهم من السياق والقرائن؛ فهو على ذلك يحمل قول النبي عليه الصلاة والسلام: واجبٌ، يعني: على معنى كلمة الواجب عند العرب، ومعناها عند العرب: يعني متأكدٌ؛ كقولهم: حقك عليَّ واجبٌ، فيكون معنى الحديث: غسل يوم الجمعة متأكدٌ على كل محتلمٍ، يعني: على كل بالغٍ، وقال عليه الصلاة والسلام: إذا جاء أحدكم الجمعة؛ فليغتسل ^[2].

فينبغي أن يحرص المسلم على الاغتسال، ولو أن يقوم بتعميم الماء على جميع جسده، يعني لا يلزم استخدام المنظفات، إن تيسر استخدام المنظفات؛ فهذا هو الأكمل، لكن إن لم يتيسر؛ فيقوم بتعميم الماء على جميع جسده مرةً واحدةً، يحقق به السنة، فينبغي أن يحرص المسلم على ذلك، وأن يغتسل قبل ذهابه للمسجد الجامع يوم الجمعة، وأن يتطيب أيضًا؛ فإن الطيب سنةٌ مؤكدةٌ، حتى إن النبي  قال: يتطيب ولو من طيب المرأة ^[3]، يعني: ولو من طيب زوجته؛ وهذا يدل على تأكد التطيب لمن أراد الذهاب للجمعة.