من اغتبناه، هل لو استغفرنا عنه، وتصدقنا عنه أيضًا، ودعونا له، هل يعد ذلك كفارةً عما فعلناه؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
من اغتبناه، هل لو استغفرنا عنه، وتصدقنا عنه أيضًا، ودعونا له، هل يعد ذلك كفارةً عما فعلناه؟
الجواب
كفارة الغيبة لا تكون باستحلال من اغتيب على القول الراجح [1]؛ لأن طلب التحلل منه يترتب عليه مفاسد؛ من الشحناء وإيغار الصدور، ونحو ذلك، أي إنسانٍ عاقلٍ يأتيه آخر -مهما كان- يقول: أنا أغتبتك البارحة، وتكلمت فيك بما تكره، لا بد أن يقع في نفسه شيءٌ؛ ولذلك فالقول المرجح عند كثيرٍ من المحققين من أهل العلم: أن من وقع في غيبة غيره؛ فإنه ينبغي أن يُثني عليه، ويذكره بمحاسن ما يعرفه في المواضع التي اغتابه فيها، ويدعو له، ويستغفر له، لكن هل هذه كفارة الغيبة؟
قد لا تقوى لتكفير الغيبة، لكنها تخفف من الذنب، وقد لا تقوى على تكفير هذا الذنب؛ لأن هذه حقوق عبادٍ، وحقوق العباد مبناها على المشاحة، لكنها تخفف من هذا الذنب، لكن كونه يذهب إليه، ويتحلل منه، يترتب عليه مفسدةٌ.
أذكر أن رجلًا ذهب لآخر، وقال: يا فلان، سامحنا، اغتبناك البارحة، فغضب، قال: من قال لك أن تغتابني؟! الله لا يحللك ولا يبيحك، وقع بينهما هجرانٌ وقطيعةٌ، فقلت: كان يفترض ألا تذهب إليه، الآن ترتب على إخبارك له مفسدةٌ أعظم، وهي الهجران والقطيعة، فكان ينبغي أن تكتفي بالدعاء له والاستغفار له، وأن تذكره بمحاسن ما تعرفه في المواضع التي اغتبته فيها.
الحاشية السفلية
^1 | ينظر الوابل الصيب لابن القيم: ص 389. |
---|
هذا الحديث أخرجه مسلمٌ في “صحيحه” ((رواه مسلم: 250.))، وهو على ظاهره، وهو أن الحلية في الجنة تبلغ من المؤمن…
لا يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، ما دام أن الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؛ وذلك لأن شرط…