رجلٌ كان مقصرًا في الصلاة لفترةٍ طويلةٍ في شبابه، تاب بعد ذلك وحافظ على الصلاة، هل يجب عليه قضاء الفروض الماضية؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
رجلٌ كان مقصرًا في الصلاة لفترةٍ طويلةٍ في شبابه، تاب بعد ذلك وحافظ على الصلاة، هل يجب عليه قضاء الفروض الماضية؟
الجواب
هذا فيه تفصيلٌ؛ فإن كان تاركًا للصلاة بالكلية لم يركع لله ركعةً، لا جمعةً ولا جماعةً، ولم يعرف الله طرفة عينٍ، فهذا يكون قد خرج من دائرة الإسلام، ووقع في الكفر، كما قال عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة [1]، وقال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر [2].
وقد أجمع الصحابة على ذلك، ونقل الإجماع التابعي الجليل عبدالله بن شَقيقٍ العُقيلي، قال: لم يكن أصحاب النبي يرون شيئًا من الأعمال تركه كفرٌ غير الصلاة [3]، وأيضًا إسحاق بن راهويه نقل الإجماع من زمن الصحابة إلى زمنه على كفر تارك الصلاة [4]، فإن كان تاركًا لها بالكلية ثم بعد ذلك عاد؛ فالله تعالى يقول: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الأنفال:38]، ولا يلزمه قضاء ما سبق.
أما إذا كان ليس بتاركٍ لها بالكلية، وهذا حال معظم المقصرين، أنه يصلي أحيانًا ويترك الصلاة أحيانًا؛ فهذا لا يقع في الكفر، لكنه يكون قد ارتكب كبيرةً من كبائر الذنوب، ويكون من الساهين الذين ذكرهم الله تعالى في قوله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4-5]، وعليه أن يقضي تلك الصلوات ما أمكن بحسب استطاعته، يعني كل يومٍ يصلي ما تيسر من هذه الصلوات، حتى يغلب على ظنه أنه قضى تلك الصلوات، ويكون ذلك القضاء من تمام التوبة.
هذا الحديث أخرجه مسلمٌ في “صحيحه” ((رواه مسلم: 250.))، وهو على ظاهره، وهو أن الحلية في الجنة تبلغ من المؤمن…
لا يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، ما دام أن الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؛ وذلك لأن شرط…