على المسلم أن يستشعر مسؤولية الكلمة، وأن كل ما يتكلم به مكتوبٌ عليه؛ كما قال سبحانه: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18]، وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:10-12]، فعلى المسلم أن يستشعر ذلك، وأن هذا مكتوبٌ ومسجلٌ عليه، وسيحاسب عليه يوم القيامة، هذا الاستشعار يجعله يتأمل، ولا يتكلم إلا بالكلام النافع؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرًا أو ليصمت ، وقد تكون كلمة واحدة تتسبب في حبوط العمل، كما جاء في “صحيح مسلمٍ” من حديث أبي هريرة عن النبي قال: قال رجلٌ: والله لا يغفر الله لفلانٍ، كلمةٌ قالها، والله لا يغفر الله لفلانٍ، يقول عليه الصلاة والسلام: قال الله: من ذا الذي يتألى عليَّ ألا أغفر لفلانٍ؟! قد غفرت له وأحبطت عملك ، قال أبو هريرة: قال كلمةً أوبقت دنياه وآخرته .
سبحان الله! كلمةٌ، ومع ذلك تسببت في حبوط العمل، من الذي يتألى علي ألا أغفر لفلانٍ؟!، فبعض الناس يطلق مثل هذه الكلمات، وربما تتسبب في حبوط عمله، وربما يترتب عليها أمورٌ كبيرةٌ، فعلى المسلم أن يستشعر مسؤولية الكلمة، وهذا كما أنه أيضًا في جانب الله ؛ أيضًا في حق أخيك المسلم، بعض الناس أيضًا يتهاون ويقع في أعراض الأبرياء ويتكلم فيهم، وربما يجرحهم بكلامٍ غير صحيحٍ، وحقوق العباد مبناها على المشاحة، والله تعالى يقول: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ [النور:15]، فكون الإنسان يحسبه هينًا، ويستسهله، ويظن أن الشيء ليس شيئًا كبيرًا، ليس هذا هو المعيار، قد يكون عند الله عظيمًا؛ ولهذا فعلى المسلم أن يتأمل فيما يقول قبل أن يتكلم، وألا يقول إلا خيرًا.