معنى حديث: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)

نعم، هذا الحديث، حديث: خيركم من تعلم القرآن وعلمه، حديثٌ عظيمٌ، أخرجه البخاري عن عثمان  أن النبي  قال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه، قال أبو عبدالرحمن السُّلَمي، وهو أحد القراء المشهورين، وقد بقي في المسجد -يقال: نحوًا من سبعين سنةً- عند ساريةٍ من سواري المسجد: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا ^[1].

يعني: تعلم القرآن، وجعل يعلم الناس القرآن عند ساريةٍ من سواري المسجد سنواتٍ طويلةً؛ لأجل أن ينال الخيرية المذكورة في هذا الحديث، فـخيركم من تعلم القرآن، يعني: تعلم أولًا التلاوة، فقام بتصحيح التلاوة لديه، بحيث أصبح يقرأ القرآن قراءةً صحيحةً من غير لحنٍ، وأيضًا حفظ القرآن أو ما تيسر منه، ثم بعد ذلك قام يعلمه الناس، ثم أصبح يعلمه الناس، فينال بذلك الخيرية المذكورة في هذا الحديث؛ لأن هذا القرآن هو كلام الله ، وهو كتابٌ مباركٌ، مباركٌ في كل شيءٍ، مباركٌ في تلاوته، مباركٌ في حفظه، مباركٌ في العمل به، مباركٌ في التحاكم إليه، مباركٌ في الاستشفاء به، فهو مباركٌ في كل شيءٍ؛ ولذلك من يرتبط بالقرآن؛ يجد آثار البركة عليه في نفسه وفي وقته وفي صحته وفي جميع أموره، فإذا تعلم الإنسان القرآن واعتنى به وارتبط به وعلمه الآخرين؛ فإن هذا يكون من خير الناس.