هل الأجر على صلاة الجنازة يتعدد بتعدد الجنائز؟

يكون بقدر أعداد الجنائز؛ لأن النبي  قال: مَن صلى على جنازة فله قيراط، ومن تبعها حتى تُدفن فله قيراطان^[1]. 

فمفهوم الحديث: أنه لو صلى على جنازتين يكون له قيراطان، ومن صلى على ثلاث يكون له ثلاثة قراريط، لو صلى على أربع يكون له أربعة قراريط، وفضل الله واسع.

وهذا يدل على فضل الصلاة على الجنازة، وفضل اتباعها، وأن هذه من الأعمال الصالحة العظيمة؛ فإن قوله -عليه الصلاة والسلام-: فله قيراط فسره النبي  بأنه مثل جبل أُحُد؛ يعني إذا صليت على جنازة يكون لك من الحسنات مثل جبل أحد كلها حسنات، فإذا تبعت هذه الجنازة حتى تُدفَن يكون لك قيراطان مثل جبل أحد مرتين، فإذا  كانت عشر جنائز عشرة قراريط، يعني مثل جبل أحد عشر مرات. وهذا فضل عظيم.

ولهذا؛ لما ذُكر هذا الحديث لابن عمر، قال: لقد فرطنا إذن في قراريط كثيرة^[2].

فهذه من الأعمال الصالحة التي يغفل عنها كثير من الناس؛ ولهذا فتتبُّع المساجد التي يُصلَّى فيها على الجنائز هذا من المسارعة في الخيرات.

بعض الناس موفق؛ يذهب للمساجد التي يصلى فيها على الجنائز لأجل الصلاة على الجنائز، هذا من المسارعة للخيرات، وهذا من التوفيق العظيم؛ ومثل ذلك أيضًا من يصلي في الحرمين فإنه يصلى فيها على الجنائز؛ يعني: لو لم يستفد من يذهب للحرمين إلا أجر الصلاة على الجنائز لكفى.

فالصلاة على الجنازة فيها أجر عظيم، وفيها ثواب جزيل، والتتبع والبحث عن المساجد التي يصلى فيها على الجنائز هذا من المسارعة إلى الخيرات.