logo
الرئيسية/فتاوى/حكم الاستغفار بنية تحقيق أمر دنيوي

حكم الاستغفار بنية تحقيق أمر دنيوي

مشاهدة من الموقع

السؤال

هل يجوز يا شيخ أن أستغفر بنية شيء أريد من الله أن يحققه لي، فهل يجوز ذلك؟

الجواب

إذا كان ذلك بنية التقرب إلى الله وبنية تحقيق ذلك الأمر الدنيوي؛ فلا بأس بذلك على القول الراجح.

وهذه يسميها العلماء مسألة “التشريك في النية”: بين إرادة وجه الله ، وإرادة أمر دنيوي. وهي محل خلاف بين أهل العلم[1].

وهي غير مسألة الرياء؛ فإن الرياء أو السمعة هذه تُحبط العمل: من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه[2]، لكن هذه المسألة لا يريد صاحبها بها الرياء، يريد وجه الله لكن يريد مع ذلك أمرًا دنيويًّا؛ فهذا لا بأس به في أرجح أقوال أهل العلم.

ومما يدل لذلك قول الله ​​​​​​​: لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ [البقرة:198]، نزلت في نفر من الصحابة أرادوا أن يحجوا ويتاجروا فتحرجوا، فأنزل الله هذه الآية، وأنه لا بأس أن يحجوا وأن يمارسوا التجارة.

وكذلك قول الله عن نوح : فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا [نوح:10]. ثم ذكر منافع دنيوية لهذا الاستغفار: يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ۝  وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح:11-12]. وأيضًا النبي يقول: من قتل قتيلًا له عليه بينة؛ فله سَلَبُه[3]، إلى غير ذلك من الأدلة.

لكن ننصح الأخت الكريمة بألا تجعل النية كاملة لتحقيق هذا الأمر الدنيوي، إنما تريد التقرب إلى الله ، ومع ذلك تشرك مع هذا هذا الأمر الدنيوي؛ لا بأس بذلك، لكن لا تجعل النية كاملة لتحقيق هذا الأمر الدنيوي؛ لأنها إذا جعلت النية كاملة ذلك فيخشى أنه يلحقها شيء؛ لأن من أراد بعبادةٍ أمرًا دنيويًّا فما له في الآخرة مِن خَلَاق.

ولذلك؛ نقول للأخت الكريمة: إن استغفرتِ بنية التقرب إلى الله ونية تحقيق هذا الأمر الدنيوي؛ فلا شيء عليكِ، لكن لا تجعلي النية كلها لأجل هذا الأمر الدنيوي.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 ينظر: “الأشباه والنظائر” لابن نجيم: ص34، و”الأشباه والنظائر” للسيوطي: ص20.
^2 رواه مسلم: 2985.
^3 رواه البخاري: 3142، ومسلم: 1751.
zh