logo
الرئيسية/فتاوى/حكم صيام يوم الجمعة إذا وافق عاشوراء

حكم صيام يوم الجمعة إذا وافق عاشوراء

مشاهدة من الموقع

السؤال

في هذه السنة سيوافق يوم عاشوراء يوم الجمعة، فما حكم إفراده بالصيام؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتبع سنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

فأولًا: أُذكِّر بفضل صيام يوم عاشوراء؛ فقد كان النبي يتحرى صومه ويحرص عليه، كما جاء في “صحيح البخاري” عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ما رأيتُ النبي يتحرى صيامَ يومٍ فَضْلُه على سائر الأيام من يوم عاشوراء[1].

وفي “صحيح مسلم”: من حديث أبي قتادة  أن النبي قال: صيام يوم عاشوراء، أحتسبُ على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله[2].

فعلى المسلم أن يحرص على صيام عاشوراء.

وعاشوراء يوافق يوم الجمعة القادم -إن شاء الله-، والسُّنة أن يصام قبله يوم وهو الأفضل، أو بعده يوم؛ يعني يكون الصيام يومي الخميس والجمعة أو الجمعة والسبت، من لم يتيسر له أن يصوم مع عاشوراء يومًا قبله أو يومًا بعده؛ فلا بأس أن يقتصر على صيام عاشوراء فقط.

ويوافق عاشوراء هذا العام يوم الجمعة، وهذا لا يدخل في النهي الوارد من النبي عن تخصيص يوم الجمعة بالصيام، كما في قوله: لا تَخُصُّوا يوم الجمعة بصيامٍ من بين الأيام[3]؛ لأن مَن سيصوم الجمعة منفردًا إنما يقصد بذلك عاشوراء، ولا يقصد تخصيص الجمعة لكونه يوم جمعة، إنما يُخصِّصه بالصوم لكونه عاشوراء؛ وهذا لا بأس به.

كما لو وافق يوم عرفة يوم الجمعة، وصام يوم عرفة لكونه يوم عرفة وليس لكونه جمعة، لا بأس بذلك. وكما لو كان على الإنسان أيامُ قضاءٍ من رمضان والإجازةُ عنده يوم الجمعة، ولا يتيسر له أن يصوم إلا يوم الجمعة؛ فلا بأس لأنه إنما صام يوم الجمعة لا لكونه يوم جمعة وإنما لكونه وقت إجازة، وهو اليوم الذي يتيسر له فيه الصيام.

فالمَنْهيُّ عنه تخصيص يوم الجمعة بالصيام لكونه يوم جمعة؛ ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: لا تَخُصُّوا يوم الجمعة بصيام من بين سائر الأيام. فتأمل قوله: لا تخصوا؛ فالممنوع هو التخصيص لكونه يوم جمعة.

أما إفراد الجمعة لمعنى آخر ليس لتخصيصِ كونِه يومَ جمعة؛ فلا بأس.

وعلى هذا؛ فمَن أراد أن يقتصر على صيام عاشوراء فلا بأس أن يقتصر على صيام يوم الجمعة.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 2006، ومسلم: 1132.
^2 رواه مسلم: 1162.
^3 رواه مسلم: 1144.
zh