ما هي الأعمال التي يعملها المسلم أو المؤمن عشية عرفة يا شيخ، هل هناك أعمال معينة؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
ما هي الأعمال التي يعملها المسلم أو المؤمن عشية عرفة يا شيخ، هل هناك أعمال معينة؟
الجواب
أولًا: هناك حديث متداول عند بعض الناس بناء على بعض المقاطع، وربما بعضها قديم: أن الدعاءَ لغير الحاج عصرَ عرفة، والاجتماعَ في المسجد للذكر والدعاء، وبقاءَ المرأة في مصلاها تدعو: أن هذا بدعة. هذا كلام غير صحيح.
يعني قائل هذا الكلام ماذا يريد من الناس؟ هل يريد أن تخلو المساجد يوم عرفة، يقول: اذهبوا إلى بيوتكم واتركوا المساجد، ما فيها أحد، ويقال للنساء في البيوت: اتركن الذكر والدعاء. إذن -يعني- ماذا يريد؟! ماذا يريد؟!
يوم عرفة أحد أيام العشر، فإذا تفرغ الناس فيه للذكر والدعاء رجاء أن تشملهم بركة ذلك اليوم كان هذا حسنًا، والنبي يقول: إن لله ملائكةً سَيَّارة يلتمسون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلس ذكر قالوا: هَلُمُّوا إلى حاجتكم.
وفي آخر الحديث: أن الله تعالى يقول: أُشهدكم أني قد غفرت لهم. فتقول الملائكة: يا رب، فيهم فلان ليس منهم، وإنما أتى لحاجةٍ وجلس. فيقول الله: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم[1].
كون الناس يجتمعون في المسجد -سواء في عرفة أو في غير عرفة- للذكر وللدعاء؛ هذا أمر حسن، ويتعرضون بهذا لمغفرة الله : أشهدكم أني قد غفرت لهم.
ولهذا؛ هذه الملائكة التي تطوف في الطرقات تلتمس مجالس الذكر؛ المقصود بمجالس الذكر بالدرجة الأولى: المقصود بها المجالس التي تكون للتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وقراءة القرآن، هذا بالإجماع. واختلف العلماء هل تشمل مجالس العلم أم لا؟ ذكر هذا الخلاف ابن حجر وغيره، والراجح أنها تشملها[2]، لكن هي في الأساس مقصود بها الاجتماع للذكر.
ولهذا؛ ففي هذا الحديث: يسبحونك ويحمدونك ويكبرونك[3]، فهذا الاجتماع يتعرض فيه المجتمعون لنفحات الله سبحانه ولمغفرته، وإذا دَعَوُا الله فيُرْجى أن تستجاب دعوتهم.
وهكذا أيضًا المرأة في بيتها: إذا بقيت تدعو الله في يوم عرفة أو في غيره مستقبلةً القبلة؛ فهذا أمر حسن، وهذا من الأمور التي ينبغي أن يُحَث الناس عليها، خاصة في هذه الأيام الفاضلة.
وربما أكثر ما يكون إقبال الناس يوم عرفة، وكثير منهم يكون صائمًا، فيكون إقبالهم أكثر؛ فينبغي أن يشجع الناس على ذلك.
إنما الذي قاله بعض العلماء: إنه بدعة؛ يقصدون به ما كان موجودًا في أزمنةٍ مضت في بعض البلدان: أن بعض الناس عشيةَ عرفة -بعد صلاة عصر يوم عرفة- يأتون للمساجد مُحْرمين -لابسين ملابس الإحرام- ويقومون ويُلَبُّون في المسجد؛ لأجل التشبه بالحجاج. هذا هو الذي قال عنه بعض العلماء: إنه بدعة.
أما مجرد الاجتماع لقراءة القرآن والذكر والدعاء؛ فهذا أمر حسن، وهذا أمر ينبغي أن يُحَث عليه الناس، وينبغي عدم تزهيد الناس في هذا الخير.
ثم هذا الذي يُزهِّد الناس بهذا الخير، ماذا يريد من الناس؟! يريد أن تخلو المساجد! وماذا يريد من النساء في البيوت: أن يتركن الدعاء ويتركن الذكر؟! إذن؛ ماذا يريد منهم؟! هذا وقت فاضل؛ فإذا بقي الرجال في المساجد يتعرضون لنفحات الله تعالى ومغفرته ورحمته…
المقدم: حتى لو كان لوحدِه الرجلُ؟
الشيخ: حتى لو كان لوحده.
المقدم: يقرأ القرآن.
الشيخ: نعم، وكذلك النساء في البيوت، فهذا من الأمور الحسنة، ويرجى أن تنالهم بركة هذا اليوم، وأن تستجاب دعواتهم.
هذا الحديث أخرجه مسلمٌ في “صحيحه” ((رواه مسلم: 250.))، وهو على ظاهره، وهو أن الحلية في الجنة تبلغ من المؤمن…
لا يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، ما دام أن الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؛ وذلك لأن شرط…