حكم شرب الماء أثناء الاستماع لخطبة الجمعة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن المستمع للخطبة مأمور بالإنصات، وألا ينشغل بأي شيء آخر؛ ولهذا يقول -عليه الصلاة والسلام-: من مَسَّ الحصى فقد لغا^[1]. ومجرد مس الحصى يلغو به المستمع للخطبة؛ أي: أنه يبطل ثواب وأجر الجمعة.

ولهذا؛ فلا يجوز لمستمع الخطبة أن يتكلم، ولا -أيضًا- أن ينشغل بأمورٍ أخرى تشغله عن الخطبة. ومن ذلك أيضًا: شربه الماء؛ إذا لم يكن محتاجًا لذلك فلا داعي لأن يشرب الماء وينشغل بشرب الماء؛ لأن هذا في معنى مس الحصى، إلا عند الضرورة؛ فإن بعض الناس قد يكون عندهم أمراض تستدعي أن يشربوا الماء من وقت لآخر، فربما أنه لو لم يشرب أثناء الخطبة تضرر؛ فهنا يجوز، فعند الضرورة، يجوز له أن يشرب ماء.

وهذا الحكم كذلك أيضًا للخطيب، الخطيب: الأصل أنه ينشغل بالخطبة، لكن لو اضطر للماء بسبب مرض أو نحوه؛ فالأمر في هذا واسع.