ما حكم إهداء ثواب تلاوة القرآن للميت؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
ما حكم إهداء ثواب تلاوة القرآن للميت؟
الجواب
لا بأس بإهداء ثواب تلاوة القرآن للميت عند جمهور الفقهاء، وهو مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة[1]، خلافًا للشافعية[2].
وهذا هو الذي عليه أكثر أهل العلم، وجمهور السلف على جواز إهداء ثواب التلاوة، وأن الميت يصله ثواب التلاوة، واختار هذا القول ابن تيمية[3]، وابن القيم[4]، وجمع من المحققين من أهل العلم.
ولكن هذا من قبيل الجائز غير المشروع؛ يعني: مَن فعله لا يُنكر عليه، لكن لا يَحُث الناس على ذلك؛ لأن هذا لم يرد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يفعل هذا، ولم يرد عن الصحابة أنهم كانوا يُهدون ثواب التلاوة لأقاربهم الأموات.
وإنما ينبغي بالنسبة للأقارب الأموات أن يدعى لهم، ويُتصدق عنهم، وكذلك أيضًا لا بأس بالعمرة والحج، لو أهدى لهم ثواب التلاوة أحيانًا أيضًا؛ الأمر واسع، لكن لا يُكثر من ذلك؛ لأن بعض الناس مُولَع بإهداء الثواب؛ إذا قرأ القرآن أهدى الثواب، إذا اعتمر أهدى الثواب، مُولَع.
ورأيتُ في الحرم مرة -كنتُ في درس من دروس الحرم- رجلًا يقول: إنني لا أعتمر عمرة إلا أهدي ثوابها. قلتُ: طيب، أنت تنسى نفسك. فقال: يكون لي مثل أجرها. قلت: ما الدليل على أنه يكون لك مثل أجرها؟ أنت تقول: يا رب، أنا أهديت ثواب هذه العمرة لفلان. أنت مأجور على نيتك، لكن أجر العمرة انصرف لهذا الذي أهديت له العمرة. قال: طوال عمري وأنا على ذلك.
فبعض الناس عنده ولع بقضية إهداء الثواب وكأنه سيُعمَّر، كما أن الميت بحاجة للثواب أنت أيضًا بحاجة للثواب؛ فينبغي عدم المبالغة في هذا.
صحيح أن الإحسان للأموات خاصة الأقارب وخاصة الوالدين أنه أمر مطلوب، لكن لا يغلو الإنسان في ذلك، إنما يدعو لهم، خاصة الوالدين، يدعو لهم كل يوم: وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:24]، ويتصدق عنهم، وأيضًا يُهدي إن أراد أن يهدي ثواب العمرة أو الحج.
وكذلك أيضًا من أنواع البر بالأموات: إكرام أصدقائهم؛ يقول -عليه الصلاة والسلام-: إن مِن أَبَرِّ البر صلةَ الرجلِ أهلَ وُدِّ أبيه[5]. فتنظر لأصدقاء والدك وصديقات والدتك وتُحسن إليهم، هذا من أعظم البر، بل سماه النبي -عليه الصلاة والسلام- “من أبر البر”.
وهذا الأمر يغفل عنه كثير من الناس، فمَن كان له والدان تُوفِّيَا أو أحدهما، وأراد البر بهما، فمِن وجوه البر: أن يُكرم أصدقاءهما ومن كانا يُحِبَّانِه في حياتهما؛ يَصلهما ويكرمهما ويزورهما، يصل أصدقاء والديه ويكرمهم ويزورهم، ويهدي لهم، ويُحسن إليهم؛ فإن هذا “من أبر البر” كما أخبر بذلك النبي .
هذا الحديث أخرجه مسلمٌ في “صحيحه” ((رواه مسلم: 250.))، وهو على ظاهره، وهو أن الحلية في الجنة تبلغ من المؤمن…
لا يجوز تأخير الصلاة حتى تهبط الطائرة، ما دام أن الطائرة لن تهبط إلا بعد خروج الوقت؛ وذلك لأن شرط…