هل يجوز للمرأة أن تصلي الظهر إذا أذن المؤذن الأذان الثاني يوم الجمعة قبل الزوال بخمس دقائق؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
هل يجوز للمرأة أن تصلي الظهر إذا أذن المؤذن الأذان الثاني يوم الجمعة قبل الزوال بخمس دقائق؟
الجواب
لا يجوز لها ذلك؛ لأن صلاة الظهر إنما تبتدئ بزوال الشمس، فليس لها أن تصلي الظهر قبل زوال الشمس.
والمرأة لا تجب عليها صلاة الجمعة، وإنما الواجب عليها أن تصلي الظهر. والظهر إنما يبتدئ وقته بزوال الشمس.
وهذا من آثارِ تعجُّل بعض الخطباء في الدخول يوم الجمعة قبل الزوال، يترتب على ذلك أن بعض النساء كحال المرأة التي سُئل عنها في هذا السؤال: أنها تصلي قبل الوقت.
ولذلك؛ ينبغي للخطباء أن يلتزموا بألا يَدخلوا إلا بعد الزوال؛ لأن هذا هو هدي النبي ، كما جاء في حديث أنس: أن النبي كان يخطب حين تميل الشمس[1].
وبوب على هذا البخاري في “صحيحه”؛ قال: باب وقت الجمعة إذا زالت الشمس. وعلق على هذا الحافظ ابن حجر؛ قال: إن البخاري ليس من عادته الجزم في المسائل الخلافية، لكنه إنما جزم في هذه المسألة لضعف الخلاف فيها.
ووزارة الشؤون الإسلامية عندنا في المملكة، وهي تمثل ولي الأمر، قد عمَّمتْ أكثر من مرة على الخطباء بأن يكون دخولهم الجمعةَ بعد الزوال؛ فينبغي أن يلتزم الخطباء بذلك.
والخطيب الذي له اجتهاد خاص يجعل اجتهاداته الخاصة لنفسه.
لكن، ما كان متعلقًا بالشأن العام ومتعلقًا بعموم الناس، فينبغي أن يعتمد على آراء العلماء الكبار للبلد، وعلى –أيضًا- ما يعتمده ولي الأمر. ووليُّ الأمر -الذي تمثله وزارة الشؤون الإسلامية- اعتمد قول الجمهور، وهو أن وقت الجمعة يبدأ بعد زوال الشمس. وعممت الوزارة على الخطباء.
فينبغي الالتزام بذلك، وألا يوقع الخطيبُ الناسَ في الحرج؛ لأن دخوله قبل الزوال يوقع الناس في الحرج، وصلاته الجمعة قبل الزوال عند أكثر العلماء لا تصح؛ لكونها قبل دخول الوقت.
فإذا دخل الخطيب بعد الزوال؛ فقد دخل بعد دخول وقت صلاة الجمعة عند جميع العلماء، لكن إذا دخل قبل الزوال فقد دخل قبل وقت صلاة الجمعة عند أكثر العلماء.
الحاشية السفلية
^1 | رواه البخاري: 904. |
---|