ما صحة حديث: اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا..؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
ما صحة حديث: اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا..؟
الجواب
هنا فائدة يعني بالنسبة للفقر والمسكنة، النبي عليه الصلاة والسلام استعاذ بالله تعالى من فتنة الفقر، كما جاء في الصحيحين أن النبي كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وفتنة النار، وعذاب النار، قال: ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر [1].
فكان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر؛ لأن الإنسان إذا افتقر فربما ينشغل بكسب لقمة العيش، ويصده ذلك عن العلم، ويصده ذلك عن الدعوة إلى الله تعالى، وربما أيضًا الفقر ترتبط به معاصٍ وجرائم، كما هو معلوم، وربما أيضًا يقع بسبب الفقر في الكذب والغش والخداع، ونحو ذلك. فكان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من شر فتنة الفقر.
وأما حديث: اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين [2]، فهذا الحديث أخرجه الترمذي وابن ماجه، لكنه ضعيف، وجميع طرقه واهية؛ ولذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: اللهم اجعل رزق آل محمدٍ قوتًا [3] يعني: كفافًا يكفيهم.
والنبي عليه الصلاة والسلام كان في أول الأمر ليس عنده كثير مال، كان كما تقول عائشة رضي الله عنها: “يمر عليه الشهر والشهران والثلاثة، وما أوقد في بيته نار” [4]، لكنه في آخر حياته عليه الصلاة والسلام أغناه الله تعالى، كما قال سبحانه: وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى [الضحى:8].
وفي قصة لقيط بن صبرة عند أبي داود: أنه لما أتى النبي عليه الصلاة والسلام وجد الراعي قد أتى ومعه مائة من الغنم، فقال للراعي: اذبح لنا واحدة ثم قال للقيط: إنا لم نذبحها لأجلك، ولكن عندنا مائة من الغنم، فإذا نتجت واحدة ذبحنا مكانها أخرى [5] أي: لا نريد أن تزيد على مائة، فكان عليه الصلاة والسلام في آخر حياته عنده مال، فأغناه الله .
أقول: هذا لأن بعض الناس ربما أنه يعني يثني ويمدح الفقر، ويستدل بحديث: اللهم أحيني مسكين… نقول: هذا لم يثبت، بل النبي عليه الصلاة والسلام استعاذ بالله من الفقر، لكن من ابتلي بالفقر، من ابتلي بالفقر أو المسكنة، فعليه أن يصبر، هذا الذي قدّره الله تعالى عليه، لكن لا يتشوف الإنسان له، ولا يتمناه، ولا يدعو به، فكان النبي عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من الفقر.