الرئيسية/فتاوى/ما الذي يجب على المرأة ستره عند خروجها من المنزل؟
|categories

ما الذي يجب على المرأة ستره عند خروجها من المنزل؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

يسأل عما يجب على المرأة ستره إذا خرجتْ من بيتها.

الجواب

الواجب على المرأة أن تستر جميع مفاتنها عن الرجال الأجانب، والله يقول: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، وقال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ أي: بالعفة فَلَا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59] لا يُؤذيهن أحدٌ.

المرأة إذا عُرفت بالعفة، وتُظهر مظاهر العفة من حجابها، ومن لباسها، فإنه لا أحد يتعرض لها، بل الجميع يحترمها.

بينما إذا خرجتْ مُتبرجةً فإنها تُرسل رسالةً لمَن يُعاكسها من الناس، ثم بعد ذلك ربما تتأذى منهم ومن مُعاكستهم، مع أنها هي السبب في ذلك.

عندما ننظر إلى قضية الحجاب في القرآن والسنة نجد أن الشريعة الإسلامية أولت هذه القضية اهتمامًا كبيرًا، وعنايةً كبيرةً، فأمر الله تعالى بحجاب المرأة في أكثر من آيةٍ، في الآية التي ذكرنا، وفي قوله سبحانه: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31]، بل إن الله نهى المرأة عن أن تضرب برجلها الأرض حتى يُسمع صوت الخلخال، قال: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ [النور:31] يعني: حتى إلى هذه الدرجة، لا يجوز للمرأة أن تضرب برجلها الأرض، فيُسمع صوت الخلخال.

وأيضًا نهى الله تعالى المرأة عن الخضوع بالقول عند مُخاطبة الرجال: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32]، بل إن الله لما أباح للقواعد من النساء، يعني: العجائز اللاتي بَلَغْنَ مرحلةً من العمر أنهن لا يرجين النكاح، يعني: لو كانت ليست بذات زوجٍ، لا ترجو النكاح، لا ترجو أن أحدًا أصلًا يتقدم لخطبتها، ومع ذلك يقول الله تعالى: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ [النور:60]، ثم قال سبحانه -وهذا هو موضع الشاهد-: غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ [النور:60].

سبحان الله!

هن قواعد من نساء، ولا يرجون نكاحًا، عجائز، كبيرات في السن، ومع ذلك لما أباح الله تعالى لهن وضع ثيابهن اشترط شرطًا قال: غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ.

طيب، كيف وهي كبيرةٌ في السنِّ ومن القواعد وعجوز؟

يعني: قالوا: لكل ساقطةٍ لاقطةٌ.

وأيضًا يُبين الله تعالى العناية بقضية الحجاب والستر بالنسبة للمرأة المسلمة، ثم لم يكتفِ ربنا سبحانه بذلك، بل قال: وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ [النور:60]، وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ [النور:60] يعني: كونها لا تضع ثيابها هذا أفضل، وهي امرأةٌ عجوز، لا ترجو النكاح، فكيف بغيرها؟

فهذا يُبين لنا عناية الشريعة الإسلامية بهذه القضية؛ لأنها قضيةٌ كبيرةٌ؛ لأن المرأة إذا لبست الحجاب الشرعي -الحجاب الساتر- ولم تخرج مُتبرجةً، غَطَّتْ جسدها، وغَطَّتْ وجهها؛ الجميع يحترمها، تكون امرأةً مُحترمةً، لا أحد يتعرض لها: ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ يعني: بالعفة فَلَا يُؤْذَيْنَ؛ لأنها تبعث رسالةً بأنها امرأةٌ مُحترمةٌ، وأنها امرأةٌ لا تقبل من أحدٍ أن يتعرض لها، أو أن يُؤذيها بأي تحرشٍ، أو نحو ذلك، وهذا كله انعكاسٌ لقضية الحجاب.

ولذلك على المرأة المسلمة أن تستحضر أن حجابها عبادةٌ تتقرب به لله ، وليس مجرد عادةٍ، وأنه اختبارٌ لها أيضًا؛ لأن هذه الدنيا هي محل اختبارٍ وامتحانٍ، فالحجاب بالنسبة للمرأة هو محل اختبارٍ لها، هل تُطيع ربها وتلتزم بالحجاب الشرعي كما أمرها ربها سبحانه، أو أنها تُفرط في ذلك وتتبرج؟

فالقضية أيضًا هي قضية اختبارٍ لهذه المرأة، ليست هذه عاداتٍ اجتماعيةً أو أعرافًا، وإنما هي قضيةٌ دينيةٌ، وأولتها الشريعة الإسلامية عنايةً كبيرةً.

مواد ذات صلة