حكم كتابة المرأة آيات قرآنية حال الحيض

لا بأس بذلك، المرأة في حال الحيض لا بأس بأن تقرأ القرآن، وأن تكتب آيات القرآن، إنما هي فقط ممنوعةٌ من مس المصحف إلا من وراء حائلٍ، أيضًا حتى لو أرادت أن تمس المصحف من وراء حائلٍ فلا بأس؛ كأن تلبس قفازين مثلًا وتفتح المصحف وتقرأ، لا بأس، لكن قراءة القرآن لا بأس بها؛ لأنه لم يثبت في ذلك نهي من النبي ، والحديث المروي في ذلك ضعيفٌ، لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام ^[1]؛ وعلى ذلك: المرأة الحائض كغيرها، بل جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أنها لما حاضت في حجة الوداع، جاء في حديث جابرٍ  في “صحيح البخاري”: “فأمرها النبي  أن تفعل ما يفعل الحاج غير ألا تطوف بالبيت ولا تصلي” ^[2]،  هذه رواية البخاري، وجاء عند أحمد -جاءت من أمر النبي – قال: افعلي ما يفعل الحاج، غير ألا تطوفي بالبيت ولا تصلي ^[3]، فنهاها فقط عن أمرين: عن الطواف وعن الصلاة.

ولا ريب أن قراءة القرآن من أفضل أعمال الحاج، ولو كانت ممنوعةً منها؛ لبيَّن النبي  ذلك، ثم إن هذا الأمر متعلق بنصف الأمة تقريبًا، بالنساء، فلو كانت المرأة ممنوعةً من قراءة القرآن؛ لبيَّن هذا النبيللأمة بيانًا واضحًا، ولاشتهر كما اشتهر نهيه للمرأة الحائض عن الصلاة وعن الصوم وعن الطواف، وكذلك أيضًا عن المعاشرة الزوجية، لكن هذا لم يشتهر، وهذا مما تتوافر الدواعي لنقله؛ لو كان النهي محفوظًا.

وعلى ذلك فالقول الراجح: أن المرأة الحائض يجوز لها أن تقرأ القرآن، لكن من غير أن تمس المصحف، ويجوز لها أيضًا أن تكتب آيات القرآن، لا بأس بذلك.

المقدم: والنفساء يا شيخ؟

الشيخ: والنفساء حكمها حكم الحائض.