الرئيسية/فتاوى/هل تشترط الموالاة بين الصلاتين المجموعتين؟
|categories

هل تشترط الموالاة بين الصلاتين المجموعتين؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

الموالاة في الجمع بين الصلاتين، هل هي مشروطة؟

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فالموالاة بين الصلاتين المـجموعتين عند وجود ما يقتضي الجمع محل خلافٍ بين الفقهاء:

  • فمنهم من ذهب إلى وجوب ذلك، وهذا هو المذهب عند الحنابلة.
  • القول الثاني: أن الموالاة غير واجبة، وهو ورواية عن الإمام أحمد، وهو القول الراجح، واختار هذا القول جمعٌ من المـحققين من أهل العلم، كأبي العباس ابن تيمية وغيره، وهو القول الراجح؛ وذلك لأنه ليس هناك دليلٌ ظاهر يدل على اشتراط الموالاة، اللهم إلا أخذًا من معنى الجمع في اللغة، والجمع لا يقتضي الموالاة.

وعلى ذلك: لو أنه صلى صلاة الظهر، ثم بعد نصف ساعة، صلى صلاة العصر إن كان في سفر صلى صلاة الظهر، ثم بعد نصف ساعة أراد أن يصلي صلاة العصر في وقت الظهر لا بأس، بل إنه قد ورد في السنة ما يشير إلى جواز ذلك، وهو في حجة الوداع، فإن النبي لـمَّا أتى مزدلفة أمر المؤذن فأذن، ثم أقيمت صلاة المغرب، ثم صلى بالناس صلاة المغرب، ثم بعد ذلك أمر بحط الرحال، ثم أقيمت صلاة العشاء وصلوا صلاة العشاء [1]، فحصل فاصلٌ بين المغرب والعشاء، وهو هذه الفترة الزمنية، وهو مقدار حط الرحال، ثم إنه ليس هناك دليل أصلًا يدل على اشتراط هذا الشرط.

وعلى هذا نقول: إن القول الراجح عدم وجوب الموالاة عند الجمع بين الصلاتين.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 139، ومسلم: 1280، بلفظ: “فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ، فأسبغ الوضوء، ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب، ثم أناخ كل إنسان بعيره في منزله، ثم أقيمت العشاء فصلاها”.
مواد ذات صلة