الرئيسية/فتاوى/كيف ينظر المؤمن للنعم؟
|categories

كيف ينظر المؤمن للنعم؟

مشاهدة من الموقع

السؤال

كيف ينظر المؤمن للنعم؟

الجواب

من أنفع الأشياء استعمال ما أرشد إليه النبي  في قوله: انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة اللّـه عليكم [1]

هذا الحديث يرسم للمسلم منهجًا في الحياة، وهو كيف ينظر الإنسان إلى نعم اللّـه ​​​​​​​؟

ينظر إلى نعم اللّـه سبحانه بأن يُقدِّرها حقَّ قدرها، وأن يشكر اللّـه ​​​​​​​ على نعمه، ومن أسباب الشكر أن ينظر إلى مَن هو دونه، ولا ينظر إلى مَن هو فوقه، فإذا نظر إلى مَن هو فوقه سيحتقر نعم اللّـه عليه، وبالتالي لن يؤدي شكرها، أما إذا نظر إلى مَن هو دونه، فسيستعظم نعم اللّـه عليه، ويقوده ذلك إلى شكرها، فمثلًا: إنسانٌ دخله المادي محدود، ينظر إلى مَن هو أقلّ منه دخلًا، ينظر إلى المعدم، ينظر إلى المُعسر الذي ليس عنده شيء، ينظر إلى المدين الذي تُطارده الديون، ينظر إلى هؤلاء المدينين القابعين في السجون بسبب ديونـهم، وهكذا. 

الإنسان إذا كان في صحة وعافية ينظر إلى مَن ابتُلي بالأمراض -بأمراضٍ مُستعصيةٍ-، ينظر إلى من كان مريضًا ولا ينام إلا بالمهدئات، ينظر إلى من هو مُنوَّمٌ في المستشفى ويصرخ من الألـم، فينظر إلى أن اللّـه ​​​​​​​ أعطاه نعمًا عظيمةً.

كذلك أيضًا هذا الذي رُزق بأولاد ينظر إلى من لـم يُرزق بأولاد، ينظر إلى من لـم يتزوج أصلًا، فيعرف قدر نعم اللّـه ​​​​​​​ عليه، وهكذا ينظر إلى من هو أقل منه؛ حتى تعظم في عينيه نعم اللّـه ​​​​​​​، ويقوده ذلك إلى شكر اللّـه ​​​​​​​ على نعمه، فهو بـهذا النظر -إذا نظر إلى من هو أقل منه- يستفيد فائدتين:

  • الفائدة الأولى: ألا يحتقر نعم اللّـه ​​​​​​​ عليه، وإليها الإشارة في قوله عليه الصلاة والسلام: فإنه أجدر ألا تزدروا يعني: ألا تحتقروا نعم اللّـه عليكم.
  • الفائدة الثانية: أنه يرتاح بذلك قلبه، وتطمئن نفسه، ويرضى بـما قسم اللّـه له، فإن الرضا بـما قسم اللّـه نعمةٌ عظيمةٌ على الإنسان، وكما قيل: ليست السعادة أن تـملك أكثر مـمَّا يـملك الناس، ولكن السعادة أن ترضى أكثر مـمَّا يرضى الناس.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه الترمذي: 2513، وابن ماجه: 4142.
مواد ذات صلة