الرئيسية/فتاوى/أهمية الإخلاص في طلب العلم والعمل بالعلم
|categories

أهمية الإخلاص في طلب العلم والعمل بالعلم

مشاهدة من الموقع

السؤال

ما أهمية الإخلاص في طلب العلم والعمل بالعلم؟

الجواب

أُذكّر بالإخلاص في طلب العلم، فإن طالب العلم إذا كانت نيته سيئة كان علمه وبالًا عليه.

كما أخبر النبي فقال: أول من تُسعر بهم النار يوم القيامة وذكر منهم رجلًا تعلم العلم وعلمه، تعلم وعلم، وقرأ القرآن، فيُؤتى به، فيُعرفه نعمه، فيعرفها، فيُقال: ما عملت فيها؟ فيقول: تعلمت فيك العلم، وعلمته الناس، وقرأت فيك القرآن. فيقال: كذبت، ولكن تعلمت ليقال: هو عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أمر به فسُحب على وجهه فأُلقي في النار [1].

ولذلك ينبغي لطالب العلم أن ينوي بطلب العلم رفع الجهل عن نفسه، وألا يريد بذلك رياء ولا سمعة، وكذلك أيضًا أن يريد به العمل بالعلم، وأن يعمل بهذا العلم، وإلا فإن العلم بلا عمل لا قيمة له، بل يكون حجة على صاحبه يوم القيامة.

فمثلًا: طالب العلم الذي لا يصلي صلاة الفجر مع الجماعة في المسجد، ما الفائدة من هذا العلم الذي يتعلمه؟! وإذا كان عاقًّا لوالديه! وإذا كان سيئ الخلق!

لا بد إذًا أن يظهر أثر العلم على طالب العلم في تعبده لله، في سَمْته، في أخلاقه، في تعامله مع الآخرين.

وكذلك أيضًا ينبغي أن يظهر أثر العلم في الدعوة إلى الله سبحانه، فإن الدعوة إلى الله من أشرف وأجل وأعظم الأعمال، كما قال الله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ [فصلت:33] أي: لا أحد أحسن قولًا، ويبدأ الإنسان بالأقربين، يبدأ بأسرته وبأقاربه وبجيرانه وبزملائه.

وكذلك أيضًا من آداب طالب العلم: الصبر، لا بد من الصبر، فإن العلم لا يُستطاع براحة الجسد، كما قال يحيى ابن أبي كثير [2]، والعلم لا يأتي للإنسان دفعة واحدة، بل يكون شيئًا فشيئًا؛ ولذلك لا بد من الصبر في تحصيله.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 بنحوه رواه مسلم: 1905.
^2 سير أعلام النبلاء، للذهبي: 6/ 29.
مواد ذات صلة