أشكل عليَّ فهم قول الله : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [النحل:97]، مع ذلك نرى أن هناك أناسًا صالحين يتعرضون لبلاءٍ شديدٍ ومُتواصلٍ!
مشاهدة من الموقع
السؤال
أشكل عليَّ فهم قول الله : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [النحل:97]، مع ذلك نرى أن هناك أناسًا صالحين يتعرضون لبلاءٍ شديدٍ ومُتواصلٍ!
الجواب
النبي يقول: أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل .. فإن كان في دينه صلابةٌ شُدِّدَ عليه في البلاء [1]، هذه سنة الله ، لكن مع ذلك: البلاء مُقارنةً بالعافية قليلٌ، فالله يقول: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ [البقرة:155]، فهو قليلٌ بالنسبة للمُعافاة، والله تعالى له الحكمة البالغة في ذلك، والله لا يُسأل عما يفعل.
وأما قول الله تعالى: فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً [النحل:97] الحياة الطيبة لا تنحصر فيما يعتقده الإنسان من الثَّراء، أو من الجَاهِ، ونحو ذلك، الحياة الطيبة قد تكون في السعادة القلبية، وهذا يجده بعض الناس مع تعرضهم للبلاء، تجد أنه مُبْتَلًى ومع ذلك يجد في نفسه سعادةً قلبيةً، ويجد رضًا، ويجد راحة نفسٍ، فهذا هو مقصود الحياة الطيبة: أنه يكون سعيدًا حتى لو تعرض للبلاء، لكن المسلم يسأل الله العافية: لا تتمنوا لقاء العدو، وسَلُوا الله العافية [2]، لا يتمنى البلاء، لكن إذا ابتُلي عليه أن يصبر.
وقد تكون للمؤمن الدرجة في الجنة لا يبلغها بعملٍ، فيُبْتَلَى ببلاءٍ حتى يُدرك تلك المنزلة، وكما قال عليه الصلاة والسلام: أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، مَن يُرِد اللهُ به خيرًا يُصِبْ منه [3].
إرسال مبالغ فقط من غير عقد صفقات تجارية لا بأس به. والنبي لما كان هناك رجلان يتقاضيان دينًا، وارتفعت…