logo
الرئيسية/فتاوى/حكم التصوير الفوتوغرافي

حكم التصوير الفوتوغرافي

مشاهدة من الموقع

السؤال

تسأل عن حكم التصوير.

الجواب

التصوير الفوتوغرافي والتليفزيوني هذا يُسمى: تصويرًا، ولكن عند التحقيق هو ليس تصويرًا بالمعنى الشرعي.

التصوير الذي هو بالمعنى الشرعي الذي وردت النصوص في النهي عنه، وفي لعن مَن فعله: لعن الله المُصورين [1]، وأشد الناس عذابًا يوم القيامة المُصورون [2]، هذا هو الذي تتحقق فيه عِلة المُضاهاة لخلق الله؛ لأن النصوص التي فيها الوعيد جاءت مُقترنةً بذكر العِلة، وهي المُضاهاة لخلق الله، قال الله: ومَن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي [3]، وقال: يُضاهون بخلق الله [4].

وعلى هذا فالتصوير المُحرم شرعًا هو: ما كان فيه معنى المُضاهاة، يعني: المُحاكاة لخلق الله ، مثل: التماثيل والمُجسمات لذوات الأرواح، هذه هي الصور المُحرمة، وتمنع دخول الملائكة، إذا كانت في مكانٍ تمنع دخول الملائكة، وإذا منعت دخول الملائكة دخلتها الشياطين.

أما الصور الفوتوغرافية، وكذلك الصور التليفزيونية -منها صور الفيديو- هذه في الحقيقة ليست فيها مُضاهاةٌ لخلق الله، وإنما هي صورة الإنسان الحقيقية كما خلقه الله، فهي كصورته في المِرْآة، لكنها بحكم تقدم التقنية في الصور الفوتوغرافية ثُبِّتَتْ، وفي الصور التليفزيونية سُرِّعَتْ.

أرأيت صورتك في المِرْآة، هي صورةٌ، تُسمى: صورةً، لكنها ليست من الصور المُحرمة بالإجماع، هذه أيضًا مثلها، هذه مثل صورة الإنسان في المِرْآة؛ لأنه ليست فيها مُضاهاةٌ لخلق الله .

وعلى ذلك فهي لا تدخل في الصور المُحرمة، وكانت عندنا في المملكة العربية السعودية قديمًا ما كانت تُسمى: صورًا، عكس، وهذا هو الوصف الدقيق لها: عكس وعكوس.

المقدم: كانوا يُسمون الكاميرا هذه في الأول: عَكَّاسَة، يا شيخ.

الشيخ: عَكَّاسة، هذا هو الوصف الدقيق، لكن استعمال صورة وتصوير وكاميرا هذا من باب التَّجوز في العبارة، وإلا في الحقيقة الوصف الدقيق لها هو الوصف المُطلق عليها قديمًا، وهو: عكس وعكَّاسة وعكوس وعكوسية، عكس لخلقة الإنسان كما خلقه الله.

المقدم: طيب، القلم، مثلًا: الذي يرسم بالقلم، الرسَّام يا شيخ، يرسم صورة إنسانٍ بالقلم.

الشيخ: ما كانت فيه رسومات لذوات الأرواح هذا في الحقيقة فيه مُضاهاةٌ لخلق الله.

المقدم: التي باليد.

الشيخ: نعم، هذا يدخل في الصور المُحرمة؛ لأن فيه مُضاهاةً لخلق الله، فيه مُحاكاة لخلق الله؛ ولذلك تجد الرسام لو رسم إنسانًا يتعجب الناس من دقته، ومن احترافه، ويقولون: سبحان الله! هذا الرسام عنده إتقانٌ، عنده كذا، عنده ..، لأنه حاول أن يُضاهي ويُحاكي خلقة الله .

وهذا هو المعنى الذي لأجله نُهِيَ عن التصوير: يُضاهون بخلق الله، ومَن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي.

على ذلك الصور المُحرمة هي المُجسمة، وأيضًا المرسومة لذوات الأرواح، أما الفوتوغرافية ..

المقدم: ذوات الأرواح -عفوًا- الإنسان والحيوان؟

الشيخ: نعم، الإنسان والحيوان.

المقدم: لكن النبات لا، كالشجرة.

الشيخ: نعم، غير ذوات الأرواح غير داخلةٍ، أما الصور الفوتوغرافية والتليفزيونية فالأظهر -والله أعلم- أنها لا تدخل في معنى التصوير المُحرم شرعًا، ولكن عندما نُجيزها نُجيزها بضوابط:

  • الضابط الأول: ألا تكون فيها صورة امرأةٍ؛ لأنها قد تقع في يد رجلٍ أجنبيٍّ فينظر إليها.
  • الضابط الثاني: ألا تُعلق هذه الصور؛ لأن تعليقها ذريعةٌ إلى تعظيمها، وهذا التعظيم قد يُفضي إلى الوقوع في الشرك، كما حصل لقوم نوحٍ، فإن الشرك في بني آدم وقع بسبب تعظيم الأموات عن طريق الصور والنُّصُب والتماثيل.
    ولا يقول قائلٌ: نحن في عصر التقنية والثورة الصناعية، كيف يقع الشرك؟!
    نقول: النبي عليه الصلاة والسلام يقول: لا تقوم الساعة حتى تُعبد اللات والعُزَّى [5]، ولا تقوم الساعة حتى تضطرب أَلَيَات نساء دَوْسٍ عند ذي الخَلَصَة [6]، سيعود الشرك للناس في آخر الزمان.
  • الضابط الثالث: ألا تكون صورةً لميتٍ؛ لأن صور الأموات أيضًا ذريعةٌ لتعظيمها؛ لأن الغالب على الأحياء تعظيم الأموات؛ ولأن الميت هذا أيضًا ربما يتأذَّى بهذا، فإن النبي قال: إن الميت يُعذَّب ببكاء أهله عليه [7]، وهذه الصور للأموات تُجدد الأحزان، وربما تُسبب بكاءً، وربما تُسبب تألمًا من الأحياء، وهذا مما يتعذب به الميت.

فإذا خَلَتْ من هذه، إذا تحققتْ فيها هذه الشروط الثلاثة فأرجو ألا يكون فيها بأسٌ.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه بنحوه البخاري: 5347.
^2 رواه البخاري: 5950، ومسلم: 2109.
^3 رواه البخاري: 5953، ومسلم: 2111.
^4 رواه البخاري: 5954، ومسلم: 2107.
^5 رواه بنحوه مسلم: 2907.
^6 رواه البخاري: 7116، ومسلم: 2906.
^7 رواه البخاري: 1286، ومسلم: 927.
مواد ذات صلة
zh