logo
الرئيسية/فتاوى/فضل صيام عاشوراء

فضل صيام عاشوراء

مشاهدة من الموقع

السؤال

ما فضيلة صيام عاشوراء فضيلة الشيخ؟

الجواب

الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بهديه واتَّبع سُنته إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، والذي يُوافق يوم الاثنين القادم، هذا اليوم هو مناسبةٌ عظيمةٌ للمؤمنين، وهي: أن الله نجَّا فيه موسى وقومه من فرعون وجنوده، وهذه النعمة نعمةٌ للمؤمنين إلى قيام الساعة؛ ولذلك لما قدم النبي المدينة، ووجد اليهود يصومون هذا اليوم، فسألهم، قالوا: هذا يومٌ نجَّا الله فيه موسى، فنحن نصومه شكرًا لله ، فقال عليه الصلاة والسلام: نحن أحقُّ بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه [1].

وكان عليه الصلاة والسلام يُعظم هذا اليوم، ويتحرى صيامه، كما قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما: “ما رأيتُ النبي يتحرى صيام يومٍ فَضَّله على سائر الأيام من يوم عاشوراء” [2].

فينبغي لنا جميعًا أن نحرص على صيام هذا اليوم الذي هو يوم الاثنين.

وهذه المُناسبات ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، وألا يُفوتها، أجورٌ عظيمةٌ على أعمالٍ يسيرةٍ: صيام يوم عاشوراء، يقول عليه الصلاة والسلام عن فضله: أحتسب على الله أن يُكَفِّر السنة التي قبله [3]، صيام يومٍ يُكَفِّر السنة التي قبله.

وعمر الإنسان قصيرٌ، ربما يكون أجل الإنسان قريبًا وهو لا يشعر، فينبغي أن يكون الإنسان حازمًا مع نفسه، فمثل هذه الأوقات الفاضلة وهذه المُناسبات ينبغي أن يحرص عليها.

فأُوصي بصيام هذا اليوم، والسُّنة أن يُصام يومٌ قبله أو يومٌ بعده؛ تحقيقًا لمُخالفة اليهود، فإن النبي قال: لئن بقيتُ إلى قابلٍ لأَصُومَنَّ التاسع [4].

وعلى ذلك فالسنة أن يُصام يوما الأحد والاثنين، وهذا هو الأفضل، أو الاثنين والثلاثاء، وإن لم يتيسر صيام يومين فلا بأس بصيام يومٍ واحدٍ.

يعني: إن قال الإنسان -مثلًا-: ظروف عمله أو كذا لا تُساعده على أن يصوم يومين، لا بأس أن يكتفي بصيام يوم عاشوراء فقط الذي هو يوم الاثنين.

لو أراد أن يصوم الثلاثة الأيام ناويًا بذلك صيام ثلاثة أيامٍ من الشهر -صيام ثلاثة أيامٍ من الشهر من السُّنة- وناويًا بذلك أيضًا الاستكثار من الصيام في شهر محرم، فإن النبي يقول: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم رواه مسلم [5]؛ فهذا أمرٌ حسنٌ، تكون هذه هي أعلى المراتب.

إذن هذا اليوم الذي هو يوم الاثنين أقول: أنصح بصيامه، فهو يومٌ عظيمٌ كان السلف الصالح يحرصون على صيامه، ويُصَوِّمون صبيانهم، يُصَوِّمون حتى الصبيان، مع أنهم غير مُكلفين، لكن من باب التربية والتعويد، حتى إن الصبي إذا بكى يُعطى اللعبة من العِهْن يتسلَّى بها، فكان السلف الصالح يحرصون على صيام هذا اليوم، فينبغي لنا جميعًا أن نحرص عليه.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 رواه البخاري: 2004، ومسلم: 1130.
^2 رواه البخاري: 2006، ومسلم: 1132.
^3 رواه مسلم: 1162.
^4 رواه مسلم: 1134.
^5 رواه مسلم: 1163.
مواد ذات صلة
zh