هل يجوز للمسافر أن يجمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة؟

الجواب:

هذه المسألة محل خلاف بين الفقهاء، فمن الفقهاء من أجاز ذلك، وقال: إن الجمعة هنا كالظهر، فكما أنه يجوز للمسافر أن يجمع بين الظهر والعصر، فيجوز أن يجمع كذلك بين الجمعة والعصر، وهذا هو المذهب عند الشافعية.

وقال آخرون: إنه لا يجوز الجمع بين الجمعة والعصر؛ لأن الأصل في العبادات التوقيف، ولم يرد عن النبي  ما يدل على مشروعية الجمع.

وأما الجمع بين الظهر والعصر، فهذه مسألة مختلفة، وصلاة الجمعة صلاة مستقلة عن صلاة الظهر، وليست بدلًا عنها، وهذا هو المذهب عند الحنابلة.

واستدل أصحاب هذا القول: بأن النبي  لما أتى ذلك الأعرابي وقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا، فرفع النبي  يديه، فنزلت الأمطار الغزيرة، واستمرت أسبوعًا كاملًا ^[1]، ولم ينقل عن النبي  أنه جمع العصر مع الجمعة مع نزول الأمطار الغزيرة.

وقالوا أيضًا: إن هذا لم يرد، وأن الأصل في العبادات التوقيف، وأن من قال بالمشروعية هو المطالب بالدليل.

هذا القول الأخير هو الأقرب والأحوط في هذه المسألة، وهو عدم الجمع بين العصر والجمعة.