حكم قراءة الحائض للقرآن عن طريق الجوال

قراءة الحائض للقرآن لا بأس بها على القول الراجح؛ لأنه ليس هناك دليلٌ صحيحٌ يدل على منع الحائض من قراءة القرآن، والحديث المروي في ذلك ضعيفٌ، ولا يثبت في منع الحائض من قراءة القرآن شيءٌ من جهة الصناعة الحديثية.

وعلى ذلك الحائض كغيرها تقرأ القرآن، لكن من غير أن تمسَّ المصحف، وإذا أرادت أن تقرأ من المصحف تقرأه من وراء حائلٍ، كأن تلبس -مثلًا- قُفَّازين، أو المصحف الذي في الجوال، ويُعتبر مَسُّه مَسًّا من وراء حائلٍ؛ لأن المصحف الذي في الجوال أولًا هي ذبذباتٌ وشاراتٌ كهربائيةٌ تخرج على شكل صورة مصحفٍ، فليست مُصحفًا بالمعنى المعروف.

ثم لو قدَّرنا أنها مصحفٌ بالمعنى المعروف، فهناك حائلٌ بين الإنسان وهذا المصحف؛ لأن الهاتف الجوال فيه شاشتان: شاشة خارجية، وشاشة داخلية؛ ولذلك إذا انكسرت الشاشة الخارجية يمكن إصلاحها وترى الشاشة الداخلية.

ترى أن كل جوالٍ له شاشتان: داخلية وخارجية، فحتى لو قلنا: إن المصحف الموجود في الجوال يأخذ حكم المصحف الورقي، فنقول: إن مَن يمسّه يمسّه من وراء حائلٍ، وعلى ذلك فلا بأس بِمَسِّ المصحف الموجود في الجوال من غير طهارةٍ، وعلى ذلك المرأة الحائض أيضًا لا بأس أن تمسَّ هذا المصحف من غير طهارةٍ.