ما حكم التأخر عن صلاة الجمعة؟
مشاهدة من الموقع
السؤال
ما حكم التأخر عن صلاة الجمعة؟
الجواب
بالنسبة للتأخر عن صلاة الجمعة، فيعني ما ذكرتَه، الحقيقة أنه واقع، يلاحظ تأخر الكثير من الناس في المجيء لصلاة الجمعة، حتى يأتي الخطيب، وربما أن أكثر من نصف من يأتي للجمعة لا يأتون إلا متأخرين، لا يأتون إلا بعد دخول الخطيب، وبعضهم لا يأتي إلا بعد ما تقام صلاة الجمعة، ولا شك أن هذا قصور كبير، وحرمان عظيم للأجر والثواب المرتب على من يبكر لصلاة الجمعة.
فقد أخبر النبي بأن التبكير لصلاة الجمعة فيه فضلًا خاصًا، فقال: من أتى الجمعة الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنه، ومن أتى الجمعة في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة، ومن أتى الجمعة بالساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشًا أقرن، ومن أتى الجمعة في الساعة الرابعة فكأنما قرّب دجاجة، ومن أتى الجمعة في الساعة الخامسة فكأنما قرّب بيضة، فإذا دخل الخطيب طويت الصحف وأقبلت الملائكة لتستمع الذكر [1]، وهذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم.
ولاحظ الفرق العظيم بين من يُقرّب بدنة، ومن يُقرّب بيضة، والفرق العظيم أيضًا بين من يُقرّب بدنة، وبين من لا يُقرّب شيئًا، وهذه الساعات المذكورة هي خمس ساعات، والخطيب إنما يدخل عند الساعة السادسة، النبي عليه الصلاة والسلام كان يدخل عند الزوال، يعني عند الساعة السادسة؛ لأن النهار اثنتا عشرة ساعة، فمعنى ذلك أنه كان يدخل عند الساعة السادسة؛ لأنها هي التي تكون عند الزوال، وبعد منتصف النهار.
وهنا ذُكر في هذا الحديث خمس ساعات، معنى ذلك أن الساعة الأولى تبتدأ بعد طلوع الشمس بساعة، ولكن المراد بالساعة هل هي الساعة التي هي ستون دقيقة؟ نقول: لا، المراد بالساعة هي التي عندما تقسم المدة الزمنية ما بين طلوع الشمس إلى غروبها على اثني عشر، فيخرج لك مقدار هذه الساعة.
المقدم: لو تعيد يا شيخ؟
الشيخ: أن تقسم المدة ما بين طلوع الشمس إلى غروبها على اثني عشر، وهي قرابة الستين دقيقة، من خمسة وخمسين دقيقة، إلى خمسة وستين دقيقة، وهذه الأيام هي مقاربة لستين دقيقة.
المقدم: عفوًا تأذن لي يا شيخي بسؤال؟ في هذا الصدد والسياق ذاته، ألا يمكن حسابها؟ هي طبعًا الوارد في الحديث خمس ساعات؟ الا يمكن حسابها من طلوع الشمس وارتفاعه قيد رمح إلى الزوال، تقسم هذه على خمسة مثلًا؟
الشيخ: لا ليس هذا المقصود؛ لأنه ورد في حديث عند أصحاب السنن: يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة [2]، والعرب كانت تقسم النهار إلى اثني عشرة جزءًا، وتقسم الليل إلى اثني عشرة جزءًا، هذا معروف عند العرب.
وذكر هذا أبو العباس ابن تيمية وغيره من أهل العلم، وأشار إليه الحافظ ابن حجر أيضًا.
إذًا المقصود بالساعة أن تقسم ما بين طلوع الشمس إلى غروب الشمس على اثني عشرة.
وفي هذا الوقت الآن وقت الربيع الذي نحن فيه: الليل والنهار متقاربان، فالذي يظهر أنها في حدود الستين دقيقة، لكن في أيام الشتاء، قد تصل لخمسة وخمسين، وأيام الصيف قد تصل إلى خمسة وستين دقيقة.