إن الله تعالى قد خلق الإنسان في أحسن تقويم، وأباح له التجمل والتزين، كما قال النبي في الحديث الذي أخرجه مسلم برقم: (91) إن الله جميل يحب الجمال وممـا يـدخل فـي زينـة الإنسان في الجملة: الشعر، ولذا فإن عدم نباته يُعَدُّ عيباً في الإنسان.
وقد تقدم الطب في الوقت الحاضر تقـدماً هائلاً وأصـبح بالإمكان زراعة الشعر في أي موضـع مـن الجسم، كمـا أنـه بالإمكان استئصال الشعر مـن أي موضـع مـن الجسم، وهـذه الزراعة وهذا الاستئصال تتعلق بهما أحكام شرعية فكتب المؤلف في أحكام زراعة الشعر وإزالته وما يتعلق بهمـا مـن مسائل بطلب من إدارة التوعية الدينية بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقـة الريـاض ضـمن البحـوث المقدمـة لنـدوة (العمليات التجميلية بين الشرع والطب).
وقد جعل هذا البحث في أربعة مباحث وخاتمة على النحو الآتي:
- المبحث الأول: حقيقة وصل الشعر والحكمة من النهي عنه.
- المبحث الثاني: حكـم زراعـة الـشعر والفرق بينها وبين الوصل المحرم.
- المبحث الثالث: حكم إزالة الشعر بالطرق التقليدية.
- المبحث الرابع: حكم إزالة الشعر بالتقنيات الطبية الحديثة.
- خاتمة البحث وتتضمن أهم نتائج البحث.
وقد سلك فـي إعـداد هـذا البحث منهجـا صـوَّر فـيه المسألة إن كانت تحتاج إلى تصوير، ثـم ذكـر حكمهـا الـشرعي مقروناً بالأدلة من الكتاب والسنة وبكـلام أهـل العلـم، وإذا كانت المسألة خلافية فذكر الآراء في المسألة وأدلـة كـل رأي ومناقشة ما يمكن مناقشته منها، ثم بين القول الراجح منهـا مـع ذكر سبب الترجيح.
وخرَّج الأحاديث الواردة في البحث من مصادرها، وإذا كانت المسألة المراد بحثهـا طبيـة بين حقيقتهـا الطبيـة وكلام الأطباء حولها مع التوثيق من كتب الطـب قبـل الـدخول في بيان أحكامها الشرعية.
قال المؤلف: فموضـوع هـذا البحـث كـبير ومهـم، ولا أزعـم أنـنـي قـد استقصيت جميع جوانبه لكن حسبي أنـي أبـرزت أهـم جوانبه، ولعل ما كتبت يصلح لأن يكون نواة لبحوث أوسع.
والله أسأل الله أن يبارك في الجهود ويسدد الخطى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.