هذا الكتاب في دراسة عقود الاستيثاق والارتفاق قد ألقى فضيلة الشيخ أ.د. سعد بن تركي الخثلان -حفظه الله- معظـم مادته على طلابه في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة الإمام محمـد بـن سعود الإسلامية، ولهذا فإنه كتاب تعليمي يهدف إلى إيصال المعلومة للمتعلم بأيسر طريق، وقد جعله المؤلف بطريقة السؤال والجواب؛ لأن هذه الطريقة من أرقى طرق التعليم، ويسلكها بعض الأساتذة في أرقى الجامعات العالمية، وقـد كـان النبي يستخدم هذه الطريقة في تعليم أصحابه، فعلى سبيل المثال: عنـدما أراد أن يبين النبي لأصحابه حقيقة الغيبة طرح سؤالا: أتدرون مـا الغيبـة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخـاك بما يـكـره قيـل: أرأيت إن كـان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقـول فقـد اغتبتـه، وإن لم يكـن فيـه مـا تقول فقد بهته، فانظر كيـف أن النبي بيّن للصحابة حقيقـة الغيبـة بهـذا الأسلوب الذي رسخ في أذهان الصحابة وشجعهم عـلى طـرح تساؤل آخـر على النبي : أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ وكما في قوله: أتدرون مـن المفلس؟ أتدري ما حق الله على العبيد؟ …إلخ.
ثم ذكر فيه تعريفا لمفردات عنوان الكتاب، وما يدخل تحت مصطلح (الاستيثاق) من الرهن، والضمان، والكفالة، وما يدخل تحت مصطلح (الارتفاق) من القرض، والعارية، والوديعة، والوقف، والوصية، والهدية.
وقد حرص المؤلف في هـذا الكتـاب عـلى تبسيط العبـارة – مـا أمـكـن – وإيضاحها بالأمثلة وربطها بالدليل من الكتاب والسنة، مع ربطهـا بـالواقع، ولذلك فقد حرص المؤلف على ذكر أبـرز المسائل المعاصرة المرتبطـة بهـذه العقـود وذكر خلاصة قرارات المجامع الفقهية والهيئات العلمية فيها..