الوقف له مكانة عظيمة في الإسلام وقد عده النبي مما يلحق المسلم أجره وثوابه بعد موته..؛ ولذلك فقد اهتم به المسلمون قديماً وحديثاً، فأولوه عناية فائقـة وكـان محل رعاية دائمة متواصلة…، وممـا عـني بـه المسلمون: إثبـات الأوقاف إدراكاً منهم لأهمية ذلك في حفظ الوقف واستمراره وبقاء الانتفاع به مدداً طويلة…؛ ولهذا فقـد كتب المؤلف في هـذا الموضـوع بحثـا بـعنـوان: (الأصـول الشرعية لإثبات الأوقاف).
واشتمل على مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة، فذكر فيها إثبات الوقف، ومفهومه، ومشروعيته، وأهميته، مع بيان صيغ ثبوت الوقف الصريحة والكناية، وطرق إثبات الوقف بالشهادة، والإقرار والاستفاضة، والكتابة، واليمين والنكول عنها، وذكر فيه حكم الحاكم وأثره في لزوم الوقف.
كما حرص على الالتزام بالمنهج العلمي في كتابة البحـوث، فيصور المسألة المراد بحثهـا تـصويراً دقيقـاً قـبـل بيـان حكمها؛ ليتضح المقصود منها مع بيان مواضع الاتفـاق، ثم يذكر أقـوال العلماء فيها مقتصراً على المذاهب الأربعة المشهورة، مع ذكـر أدلة كل قول، وبيان القول الراجح ووجه ترجيحـه والإجابة عن استدلال أصحاب القول المرجوح.
ويوثـق كـل مـا ذكـره مـن أقـوال أو استدلالات أو مناقشات أو فوائد بعزوها إلى أصحابها، ويعزو الآيات إلى سورها، ويخرج الأحاديث.