الرئيسية/مقاطع/معنى نزول القرآن في شهر رمضان
|categories

معنى نزول القرآن في شهر رمضان

مشاهدة من الموقع

ثم قال: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة:185]، اختَص الله تعالى شهر رمضان بأن القرآن أُنزل فيه، لكن كيف أُنزل القرآن في رمضان ونحن نعلم أن القرآن نزل على نبينا محمدٍ  متدرجًا في ثلاثةٍ وعشرين سنةً؟ ما معنى إذنْ نزول القرآن، شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة:185]، ثم قال في الآية الأخرى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1]، أنزل في رمضان، ونزل في ليلة القدر؟

نعلم أن القرآن ما نزل على نبينا محمدٍ عليه الصلاة والسلام جملةً واحدةً، فهذا معلومٌ من الواقع، وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا [الإسراء:106]، فهو نزل في ثلاثةٍ وعشرين سنةً.

إذنْ ما معنى نزول القرآن؟

للعلماء في ذلك رأيان:

الرأي الأول: يقولون: إن معنى أن القرآن أُنزل في ليلة القدر في رمضان: أنه أُنزل جملةً من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وهذا قد رُوي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، لكن يُشكل على هذا: أن بعض الآيات نزلت لأسبابٍ معينةٍ؛ مثل: قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا [المجادلة:1]، يعني هذه نزلت لما جاءت هذه المرأة وجادلت النبي عليه الصلاة والسلام في زوجها لما ظاهر منها، فكيف يكون قد نزل جملةً واحدةً؟! هذا يُشكل؛ ولذلك هذا القول فيه إشكالاتٌ، فيه هذا الإشكال، وأيضًا ما ورد فيه حديثٌ صحيحٌ، إنما رُوي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، وأيضًا حتى الرواية عنه في سندها مقالٌ؛ ولذلك الرأي الثاني هو الرأي المعتمد عند كثيرٍ من المحققين من أهل العلم، وهو أن معنى نزول القرآن في رمضان: ابتداء نزوله، فابتداء نزول القرآن كان في ليلة القدر في رمضان، هذا هو القول الراجح في معنى نزول القرآن، فيكون هذا الخير العظيم.

القرآن رحمةٌ وخيرٌ للناس، يقرءون كتاب ربهم سبحانه وتعالى، يخاطبهم الله تعالى به، فهذا القرآن العظيم هذا الخير العظيم الذي نزل على البشرية، الذي رحم الله تعالى به البشرية، كان ابتداء نزوله في ليلة القدر في رمضان.

فيكون القول الراجح إذنْ في معنى: أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة:185]، يعني: ابتداء نزوله كان في رمضان، وكان في ليلة القدر.

واكتسبت ليلة القدر شرفها بابتداء نزول القرآن فيها، يعني يكون أول آيةٍ نزلت من القرآن ما هي؟

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق:1]، تكون اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، هي نزلت في ليلة القدر في شهر رمضان، هذا هو القول الراجح في معنى نزول القرآن في رمضان.

مواد ذات صلة