عندما ترى حال المنتكسين المتساقطين -نسأل الله السلامة والعافية- الذي يكون على صلاحٍ واستقامةٍ ثم ينتكس، عندما ترى حاله مع القرآن؛ تجد أنه بعيدٌ عن القرآن، وإلا لو كان مرتبطًا بالقرآن؛ لـم تَحصُل له هذه الانتكاسة.
فإذنْ أعظم أسباب الثبات والاستقامة وزيادة الإيمان: تدبُّر القرآن الكريم؛ ولهذا الإمام ابن تيمية رحمه الله -مع عنايته العظيمة بالتدبُّر، وأيضًا اشتغاله بالعلوم الأخرى، خاصةً بتقرير عقيدة السلف- يقول في آخر حياته -كما نقل ذلك عنه الحافظ ابن رجبٍ، في “ذيل طبقات الحنابلة”[1]- يقول: إنه ندم على..، ليس تضييع، وإنـما ذهاب كثيرٍ من وقته في غير تدبُّر القرآن، في غير معاني القرآن؛ لأنه رأى أن تدبر معاني القرآن كنزٌ عظيمٌ، خاصةً مثل هذا الإمام، ابن تيمية الذي جمع الله تعالى له علومًا عظيمةً، فيحصل له من التدبر ما لا يحصل لغيره.
فتدبر القرآن الكريم إذنْ هو من الأمور التي ينبغي أن يُعنَى بـها المسلم عنايةً عظيمةً.
الحاشية السفلية
| ^1 | ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب: (4/ 519)، ط مكتبة العبيكان. |
|---|