الرئيسية/مقاطع/من أعجب القصص الدالة على عظمة القرآن الكريم
|categories

من أعجب القصص الدالة على عظمة القرآن الكريم

مشاهدة من الموقع

وإن تعجب فاعجب من صناديد قريشٍ؛ من أبي جهلٍ، وأبي سفيان، والأخنس بن شُريقٍ، فكانوا يتسلَّلون إلى بيت النبي .

ذكر ابن إسحاق في “السيرة”، ونقل هذه القصة بعض المفسرين: أن أبا سفيان وأبا جهلٍ والأخنس بن شُريقٍ خرجوا ليلةً؛ ليستمعوا من رسول الله وهو يصلي بالليل، هم في قرارة أنفسهم معجبون بالقرآن، فخرجوا يستمعون، فأخذ كل واحدٍ منهم مجلسًا يستمع فيه، وكلٌّ لا يعلم بكلام صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر جمعهم الطريق، فتلاوموا وقال بعضهم لبعضٍ: لا تعودوا؛ فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئًا، ثم انصرفوا.

فلما كانت الليلة الثانية؛ ظن كل واحدٍ منهم أن صاحبه لن يأتي، وإذا بالثلاثة كلهم يأتون، ثم تَجْمَعهم الطريق فيتلاومون مرةً أخرى، ثم يتعاهدون على ألا يأتوا.

فلما كانت الليلة الثالثة كل واحدٍ منهم ظن أن صاحبه لن يأتي، فأتوا واستمعوا لقراءة النبي ، فجمعهم الطريق وتلاوموا، وتعاهدوا على ألا يأتوا.

ثم لما أصبحوا؛ ذهب الأخنس بن شريقٍ إلى أبي جهلٍ وقال: يا أبا الحكم، ما رأيك فيما سمعت؟ قال: ماذا سمعت؟ تنازعنا وبنو عبد منافٍ الشرف؛ أطعموا فأطعمنا، وحَمَلوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهانٍ قالوا: منَّا نبيٌّ يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك هذه؟! والله لا نؤمن به ولا نصدقه أبدًا[1].

فهم عرفوا أنه حقٌّ، وأنه من عند الله، وأن هذا رسول الله ، لكن حملهم على الكفر الاستكبار والحسد والبغي، فانظر إلى حرصهم على الاستماع لتلاوة النبي ، وتعجبهم من هذا القرآن العظيم!

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 السيرة النبوية لابن اسحاق: (ص 189-190)، ط دار الفكر.
مواد ذات صلة