الرئيسية/مقاطع/أيهما أفضل التسبيح أم الاستغفار؟
|categories

أيهما أفضل التسبيح أم الاستغفار؟

مشاهدة من الموقع

الإمام ابن الجوزي اشتهر بالوعظ، وله أيضًا بعض المؤلفات في الفقه وفي التفسير وغيره، فهو إمامٌ من الأئمة، لـمَّا سئل: أيهما أفضل: التسبيح أم الاستغفار؟ سأله سائلٌ: أأسبح، أم أستغفر؟ أتى بـهذا المثال: “الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون من البخور”[1].

طبعًا مقصوده ليس الصابون المعروف عندنا، الصابون شبيه بالأُشْنَان، يعني: مادةٌ منظفةٌ، لكن ليس هو الصابون المعروف عندنا، فهو يشير بـهذا إلى أن الاستغفار أولى من التسبيح.

وقال بعض العلماء: إن الأفضل هو الأصلح لقلبه، وهذا هو الراجح، لا نقول: الأفضل التسبيح، ولا الأفضل الاستغفار، ولا الأفضل التكبير، ولا الأفضل التهليل، اختر ما هو الأصلح لقلبك.

فالأفضل: هو الأصلح لقلب الإنسان، هذا هو الراجح في المسألة، فالإنسان يختار ما هو الأصلح لقلبه، فالتسبيح له فضلٌ، والاستغفار له فضلٌ، التسبيح اختاره الله لمخلوقاته: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [الإسراء:44]، وهذا دليلٌ على عظيم شأن التسبيح، فلم يختر الله تعالى التحميد أو التهليل أو التكبير أو الاستغفار، اختار التسبيح: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ؛ فهذا يدل على عظيم فضل التسبيح. 

والاستغفار كذلك هو أمانٌ من العذاب: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الأنفال:33]، كما قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أنزل الله تعالى أمانين من العذاب: وجود النبي : وَأَنْتَ فِيهِمْ، والاستغفار، أما أمانٌ فقد رفع بـموت النبي ، وهو: وَأَنْتَ فِيهِمْ، وأما الأمان الثاني فباقٍ إلى قيام الساعة: وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ، فالاستغفار أمانٌ من العقوبة.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 مرآة الزمان في تواريخ الأعيان لسبط ابن الجوزي: (22/ 101)، ط دار الرسالة العالمية.
مواد ذات صلة