الرئيسية/مقاطع/معاني الإحصان في القرآن الكريم
|categories

معاني الإحصان في القرآن الكريم

مشاهدة من الموقع

وهذا له نظائر؛ من ذلك مثلًا: لفظ “الإحصان”، فقد يراد بالإحصان:

  • العفَّة؛ كما في قول الله تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ [المائدة:5]، يعني: العفيفات، وكما في قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ [النور:23]، يعني: العفيفات.
  • وقد يراد بالإحصان: الحرية؛ كما في قول الله تعالى: فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ [النساء:25]، فَإِنْ أَتَيْنَ يعني: الإماء بِفَاحِشَةٍ يعني: بالزنا؛ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ، يعني: من الحرائر مِنَ الْعَذَابِ؛ ولهذا كان حد الأمة نصف حد الحرة.
  • وقد يراد بالإحصان: التزوُّج؛ كما في قول الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وبناتكم [النساء:23]، إلى قوله في الآية الأخرى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ [النساء:24]، يعني: والمتزوجات، أي: حُرِّم عليكم المتزوجات من النساء.
  • وقد يراد بالإحصان في باب الزنا، يُعرِّف الفقهاء الإحصان في باب الزنا، يقولون: “المـحصن: هو من وَطئ في نكاحٍ صحيحٍ”.

فإذنْ كلمة “إحصانٍ” هي كلمةٌ واحدةٌ، ولها عدة معانٍ، الذي يُـحدِّد المعنى: السياق والقرينة، وهذا يدل على عظمة اللغة العربية، وهناك كلماتٌ كثيرةٌ من هذا القبيل، فتَرِد الكلمة الواحدة ولها عدة معانٍ، والذي يحدد المعنى: القرينة والسياق.

لهذا ينبغي عند معرفة معاني القرآن أو السنة: أن يربط ذلك بالسياق، وأن يربط بالقرينة، وبتر النص عن سياقه يؤدي إلى اختلال المعنى، فعلى سبيل المثال: لو أن أحدًا أخذ الآية: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ [الماعون:4]، ولـم يقرأ الآية التي بعدها، قال: ويلٌ للمصلين، الصلاة حرامٌ، الله تعالى يقول في آيةٍ في القرآن: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، لكن نقول: أكمل الآية: الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:5]، أو يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ [النساء:43]، وسكت، أكمِل السياق: وَأَنْتُمْ سُكَارَى [النساء:43]، السياق مهمٌّ، سياق النص الذي ورد فيه ذلك النص مهمٌّ جدًّا في معرفة المعنى.

ولذلك فالذي يأتي لنصٍّ ويبتر النص عن سياقه؛ يكون المعنى مختلًّا، وإن كانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، لكن لا بد أيضًا من معرفة السياق الذي قيل فيه ذلك النص.

مواد ذات صلة