الرئيسية/مقاطع/من قلة التوفيق الانشغال بالجدل والتنظير وترك العمل
|categories

من قلة التوفيق الانشغال بالجدل والتنظير وترك العمل

مشاهدة من الموقع

أبواب الخير والأعمال الصالحة كثيرةٌ ومتنوعةٌ، فلينظر الإنسان إلى الباب الذي فتح له فيه وليغتنمه، المهم أن يعمل، المهم العمل؛ لأن بعض الناس لا يعمل، وإنـما يبقى منظِّرًا وجدليًّا؛ ولهذا يقول بعض السلف: إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا؛ فتح له باب العمل، وأغلق عليه باب الجدل، وإذا أراد بعبدٍ شرًّا؛ أغلق عليه باب العمل، وفتح عليه باب الجدل[1]، وهذا نجده في الواقع، بعض لناس عمليٌّ ولا يجادل، وبعض الناس على العكس، لا تجده إلا مجادلًا معترضًا، يعترض على كل شيءٍ، ينظِّر، لكن في باب العمل لا تجد عنده شيئًا يُذكر، هذا من قلة التوفيق، فاحرص على أن تركز على جانب العمل، وأن تبتعد عن الجدل والتنظير، وأن يكون لك إسهامٌ في بابٍ من أبواب الخير تنفع به المسلمين.

فهذه المسألة مسألةٌ مهمةٌ، بعض الناس قد يُفتح له في بابٌ؛ لكنه لا يغتنم هذا الباب الذي فتح له فيه، ويكون سلبيًّا، عندما ترى واقعه؛ لا تجد منه أي نفعٍ يذكر، مع أنه يجيد بعض الأمور، عنده بعض المهارات؛ مثلًا في باب مساعدة المـحتاجين، في باب تعليم القرآن، يعني عنده قدرةٌ، عنده طاقةٌ، لكنه محرومٌ من أن ينفع غيره، هذا هو الحرمان.

ولذلك إذا فتح لك -يا أخي- في بابٍ من أبواب الخير، فاحرص على أن تغتنم هذا الباب، وأن تفيد غيرك من هذا الباب الذي فتح لك فيه، والموفَّق من وفقه الله.

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
^1 اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي: (ص 79)، ط المكتب الإسلامي.
مواد ذات صلة